Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 94-100)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قَالُواْ يٰذَا ٱلْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ } ، وهما أخوان من ولد يافث بن نوح ، { مُفْسِدُونَ فِي ٱلأَرْضِ } ، يعني بالفساد القتل ، يعني أرض المسلمين ، { فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً } ، يعني جعلاً ، { عَلَىٰ أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدّاً } [ آية : 94 ] ، لا يصلون إلينا . { قَالَ } ذو القرنين : { مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ } ، يقول : ما أعطاني ربي من الخير خير من جعلكم ، يعني أعطيتكم ، { فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ } ، يعني بعدد رجال ، مثل قوله عز وجل في سورة هود : { وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ } [ هود : 52 ] ، يعني عدداً إلى عددكم ، { أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً } [ آية : 95 ] لا يصلون إليكم . { آتُونِي زُبَرَٱلْحَدِيدِ } ، يعني قطع الحديد ، { حَتَّىٰ إِذَا سَاوَىٰ بَيْنَ ٱلصَّدَفَيْنِ } ، يعني حشى بين الجبلين بالحديد ، والصدفين الجبلين ، وبينهما واد عظيم ، فـ { قَالَ ٱنفُخُواْ } على الحديد ، { حَتَّىٰ إِذَا جَعَلَهُ نَاراً قَالَ آتُونِيۤ أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً } [ آية : 96 ] ، قال : أعطوني الصفر المذاب أصبه عليه ليلحمه فيكون أشد له . " قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم : قد رأيت سد يأجوج ومأجوج ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : " انعته لى " ، قال : هو كالبرد المحبر ، طريقة سوداء وطريقة حمراء ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : " نعم ، قد رأيته " ، يقول الله عز وجل : { فَمَا ٱسْطَاعُوۤاْ } ، يعني فما قدروا ، { أَن يَظْهَرُوهُ } على أن يعلوه من فوقه ، مثل قوله في الزخرف : { مَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ } [ الزخرف : 33 ] ، يعني يرقون ، { وَمَا ٱسْتَطَاعُواْ } ، يعني وما قدروا ، { لَهُ نَقْباً } [ آية : 97 ] . حدثنا عبيد الله ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا أبو صالح ، عن مقاتل ، عن أبي إسحاق ، قال : قال علي بن أبي طالب ، عليه السلام : أنهم خلف الردم ، لا يموت منهم رجل حتى يولد له ألف ذكر لصلبه ، وهم يغدون إليه كل يوم ويعالجون الردم ، فإذا أمسوا يقولون : نرجع فنفتحه غداً ، ولا يستثنون ، حتى يولد فيهم رجل مسلم ، فإذا غدوا إليه ، قال لهم المسلم : قولوا : باسم الله ، ويعالجون حتى يتركوه رقيقاً كقشر البيض ، ويروا ضوء الشمس ، فإذا أصبحوا غدوا عليه ، فيقول لهم المسلم : نرجع غداً إن شاء الله فنفتحه ، فإذا غدوا عليه ، قال لهم المسلم : قولوا : باسم الله ، فينقبونه ، فيخرجون منه ، فيطوفون الأرض ، ويشربون ماء الفرات ، فيجىء آخرهم ، فيقول : قد كان ها هنا مرة ماء ، ويأكلون كل شىء حتى الشجر ، ولا يأتون على شىء من غيرها إلا قاموه . فلما فرغ ذو القرنين من بناء الردم : { قَالَ هَـٰذَا } ، يعني هذا الردم ، { رَحْمَةٌ } ، يعني نعمة ، { مِّن رَّبِّي } ، للمسلمين ، فلا يخرجون إلى أرض المسلمين ، { فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ رَبِّي } في الردم وقع الردم ، فذلك قوله : { جَعَلَهُ دَكَّآءَ } ، يعني الردم وقع ، فيخرجون إلى أرض المسلمين ، { وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقّاً } [ آية : 98 ] في وقوع الردم ، يعني صدقاً ، فإذا خرجوا هرب ثلث أهل الشام ، ويقاتلهم الثلث ، ويستسلم لهم الثلث . ثم أخبر سبحانه فقال : { وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ } ، يعني يوم فرغ ذو القرنين من الردم ، { يَمُوجُ فِي بَعْضٍ } ، يعني من وراء الردم ، لا يستطيعون الخروج منه ، { وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعاً } [ آية : 99 ] ، يعني بالجمع ، لم يغادر منهم أحد إلى حشره . { وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِّلْكَافِرِينَ } بالقرآن من أهل مكة ، { عَرْضاً } [ آية : 100 ] ، يعني بالعرض كشف الغطاء عنهم .