Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 19, Ayat: 2-9)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ثم قال سبحانه : { ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ } ، يعني نعمة ربك يا محمد ، { عَبْدَهُ زَكَرِيَّآ } [ آية : 2 ] ابن برخيا ، وذلك أن الله تعالى ذكر عبده زكريا بالرحمة . { إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ نِدَآءً خَفِيّاً } [ آية : 3 ] ، يقول : إذ دعا ربه دعاء سراً ، وإنما دعا ربه عز وجل سراً ؛ لئلا يقول الناس : انظروا إلى هذا الشيخ الكبير ، يسأل الولد على كبره . { قَالَ رَبِّ إِنَّي وَهَنَ ٱلْعَظْمُ مِنِّي } ، يعني ضعف العظم منى ، { وَٱشْتَعَلَ ٱلرَّأْسُ شَيْباً } ، يعني بياضاً ، { وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَآئِكَ رَبِّ شَقِيّاً } [ آية : 4 ] ، يعني خائباً فيما خلا ، كنت تستجيب لي ، فلا تخيبني في دعائي إياك بالولد . { وَإِنِّي خِفْتُ ٱلْمَوَالِيَ مِن وَرَآئِي وَكَانَتِ ٱمْرَأَتِي عَاقِراً } ، يقول : خفت الكلالة ، وهم العصبة من بعد موتي أن يرثوا مالي ، { فَهَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ وَلِيّاً } [ آية : 5 ] ، يعني من عندك ولداً . { يَرِثُنِي } ، يرث مالي ، { وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ } ابن ماثان علمهم ، ورياستهم في الأحبار ، وكان يعقوب وعمران أبو مريم أخوين ابنا ماثان ، ومريم ابنة عمران بن ماثان ، { وَٱجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً } [ آية : 6 ] ، يعني صالحاً . فاستجاب الله عز وجل لزكريا في الولد ، فأتاه جبريل وهو يصلي ، فقال : { يٰزَكَرِيَّآ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلاَمٍ ٱسْمُهُ يَحْيَىٰ لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيّاً } [ آية : 7 ] ، لم يكن أحد من الناس فيما خلا يسمى يحيى ، وإنما سماه يحيى ؛ لأنه أحياه من بين شيخ كبير وعجوز عاقر . فلما بشر ميتين بالولد ، { قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ } ، يعني من أين يكون لي غلام ؟ { وَكَانَتِ ٱمْرَأَتِي عَاقِراً } ، أيشفع لا تلد ، { وَقَدْ بَلَغْتُ } أنا { مِنَ ٱلْكِبَرِ عِتِيّاً } [ آية : 8 ] ، يعني بؤساً ، وكان زكريا يومئذ ابن خمس وسبعين سنة . { قَالَ } له جبريل ، عليه السلام : { كَذٰلِكَ } ، يعني هكذا ، { قَالَ رَبُّكَ } إنه ليكون لك غلام ، { هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ } أن تسألني الولد ، { وَلَمْ تَكُ شَيْئاً } [ آية : 9 ] .