Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 107-109)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ ٱللَّهَ لَهُ مُلْكُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } ، يحكم فيهما ما يشاء ، ويأمر بأمر ، ثم يأمر بغيره ، ثم قال سبحانه : { وَمَا لَكُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِن وَلِيٍّ } ، يعنى قريب ينفعكم ، { وَلاَ نَصِيرٍ } [ آية : 107 ] ، يعنى ولا مانع يمنعكم من الله لقولهم : إن القرآن ليس من الله ، وإنما تقوله محمد صلى الله عليه وسلم من تلقاء نفسه ، نظيرها فى براءة قوله سبحانه : { وَإِن يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ ٱللَّهُ عَذَاباً أَلِيماً فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي ٱلأَرْضِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ } [ التوبة : 74 ] ، وقال عز وجل فى النحل : { وَإِذَا بَدَّلْنَآ آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوۤاْ إِنَّمَآ أَنتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } [ النحل : 101 ] أنك لن تقول إلا ما قيل لك . { أَمْ تُرِيدُونَ أَن تَسْأَلُواْ رَسُولَكُمْ } يعنى يقول : تريدون أن تسألوا محمداً أن يريكم ربكم جهرة ، { كَمَا سُئِلَ مُوسَىٰ مِن قَبْلُ } محمد ، يعنى كما قالت بنو إسرائيل لموسى : { أَرِنَا ٱللَّهِ جَهْرَةً } ، { وَمَن يَتَبَدَّلِ } ، يعنى من يشتر { ٱلْكُفْرَ بِٱلإِيمَانِ } ، يعنى اليهود ، { فَقَدْ ضَلَّ سَوَآءَ ٱلسَّبِيلِ } [ آية : 108 ] ، يعنى قد أخطأ قصد طريق الهدى ، كقوله سبحانه فىالقصص : { عَسَىٰ رَبِّيۤ أَن يَهْدِيَنِي سَوَآءَ ٱلسَّبِيلِ } [ القصص : 22 ] ، يعنى قصد الطريق . { وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ } ، وذلك " أن نفراً من اليهود ، منهم : فنحاص ، وزيد بن قيس ، بعد قتال أحُد ، دعوا حذيفة ، وعماراً إلى دينهم ، وقالوا لهما : إنكما لن تصيبا خيراً للذى أصابهم يوم أُحُد من البلاء ، وقالوا لهما : ديننا أفضل من دينكم ، ونحن أهدى منكم سبيلاً ، قال لهم عمار : كيف نقض العهد فيكم ؟ قالوا : شديد ، قال عمار : فإنى عهدت ربى أن لا أكفر بمحمد أبداً ، ولا أتبع ديناً غير دينه ، فقالت اليهود : أما عمار ، فقد ضل وصبأ عن الهدى بعد إذ بصره الله ، فكيف أنت يا حذيفة ؟ ألا تبايعنا ؟ قال حذيفة : الله ربى ، ومحمد نبيى ، والقرآن إمامى ، أطيع ربى ، وأقتدي برسولى ، وأعمل بكتاب الله ربى حتى يأتينى اليقين على الإسلام ، والله السلام ومنه السلام ، فقالوا : وإله موسى ، لقد أشربت قلوبكم حب محمد ، فقال عمار : ربى أحمده ، وربى أكرم محمداً ومنه اشتق الجلالة ، إن محمداً أحمد هو محمد . ثم أتيا النبى صلى الله عليه وسلم فأخبراه ، فقال : ما رددتما عليهما ؟ ، فقالا : قلنا : الله ربنا ، ومحمد رسولنا ، والقرآن إمامنا ، الله نطيع ، وبمحمد نقتدى ، وبكتاب الله نعمل ، فقال النبى صلى الله عليه وسلم : أصبتما أخا الخير ، وأفلحتما " ، فأنزل الله عز وجل يحذر المؤمنين : { وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ } { لَوْ يَرُدُّونَكُم مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِّنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلْحَقُّ } فى التوراة أن محمداً نبى ، ودينه الإسلام ، ثم قال سبحانه : { فَٱعْفُواْ وَٱصْفَحُواْ } ، يقول : اتركوهم واصحفوا ، يقول : وأعرضوا عن اليهود ، { حَتَّىٰ يَأْتِيَ ٱللَّهُ بِأَمْرِهِ } ، فأتى الله عز وجل بأمره في أهل قريظة القتل والسبي ، وفى أهل النضير الجلاء والنفي من منازلهم وجناتهم التي بالمدينة إلى أذرعات وأريحا من أرض الشام ، { إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } [ آية : 109 ] ، من القتل والجلاء قدير .