Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 159-163)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكْتُمُونَ } ، وذلك أن معاذ بن جبل وسعد بن معاذ ، وحارثة بن زيد ، سألوا اليهود عن أمر محمد صلى الله عليه وسلم وعن الرجم وغيره فكتموهم ، يعنى اليهود ، منهم : كعب ابن الأشرف ، وابن صوريا ، { مَآ أَنزَلْنَا مِنَ ٱلْبَيِّنَاتِ } ، يعنى ما بين الله عز وجل فى التوراة ، يعنى الرجم والحلال والحرام ، { وَٱلْهُدَىٰ } ، يعنى أمر محمد صلى الله عليه وسلم فى التوراة ، فكتموه الناس ، يقول الله سبحانه : { مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ } ، يعنى أمر محمد صلى الله عليه وسلم ، { لِلنَّاسِ فِي ٱلْكِتَابِ } ، يعنى لبني إسرائيل فى التوراة ، وذلك قوله سبحانه فى العنكبوت : { وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَآ } أى بمحمد صلى الله عليه وسلم { إِلاَّ ٱلظَّالِمُونَ } [ العنكبوت : 49 ] ، يعنى المكذبون بالتوراة ، وهم { أُولَـٰئِكَ يَلعَنُهُمُ ٱللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ ٱللاَّعِنُونَ } [ آية : 159 ] ، وذلك أن الكافر يضرب فى قبره فيصيح ويسمع صوته الخليقة كلهم ، غير الجن والإنس ، فيقولون : إنما كان يحبس عنا الرزق بذنب هذا ، فتلعنهم الخليقة ، فهم اللاعنون . ثم استثنى مؤمني أهل التوراة ، فقال سبحانه : { إِلاَّ ٱلَّذِينَ تَابُواْ } من الكفر { وَأَصْلَحُواْ } العمل { وَبَيَّنُواْ } أمر محمد صلى الله عليه وسلم للناس ، { فَأُوْلَـئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ } ، يعنى أتجاوز عنهم ، { وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ } [ آية : 160 ] ، ثم ذكر من مات من اليهود على الكفر ، فقال : { إِن الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ ٱللَّهِ وَ } لعنة { ٱلْمَلاۤئِكَةِ وَ } لعنة { ٱلنَّاسِ أَجْمَعِينَ } [ آية : 161 ] ، يعنى المؤمنين جميعاً ، { خَالِدِينَ فِيهَا } ، يعنى فى اللعنة واللعنة النار ، { لاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ ٱلْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنْظَرُونَ } [ آية : 162 ] ، لا يناظر بهم حتى يعذبوا . ثم قال لأهل الكتاب : { وَإِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ } ، يقول : ربكم رب واحد ، فوحد نفسه تبارك اسمه ، { لاَّ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلرَّحْمَـٰنُ ٱلرَّحِيمُ } [ آية : 163 ] .