Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 174-176)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلْكِتَابِ } ، يعنى التوراة أنزلت فى رءوس اليهود ، منهم : كعب بن الأشرف ، وابن صوريا ، كتموا أمر محمد صلى الله عليه وسلم فى التوراة ، { وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً } ، يعنى عرضاً من الدنيا ، ويختارون على الكفر بمحمد ثمناً قليلاً ، يعنى عرضاً من الدنيا يسيراً مما يصيبون من سفلة اليهود من المآكل كل عام ، ولو تابعوا محمداً لحبست عنهم تلك المآكل ، فقال الله تعالى ذكره : { أُولَـٰئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ ٱلنَّارَ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ ٱللَّهُ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ } ، يقول : ولا يزكى لهم أعمالهم ، { وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } [ آية : 174 ] ، يعنى وجيع . ثم أخبر عنهم ، فقال سبحانه : { أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ ٱشْتَرَوُاْ ٱلضَّلاَلَةَ بِٱلْهُدَىٰ } ، يعني باعوا الهدى الذي كانوا فيه من إيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم قبل أن يبعث بالضلالة التى دخلوا فيها بعدما بعث محمد ، ثم قال : { وَٱلْعَذَابَ بِٱلْمَغْفِرَةِ } ، أي اختاروا العذاب على المغفرة ، { فَمَآ أَصْبَرَهُمْ عَلَى ٱلنَّارِ } [ آية : 175 ] ، يقول : أى شىء جرأهم على عمل يدخلهم النار ، فما أصبرهم عليها إلا أعمالهم الخبيثة ، { ذَلِكَ } العذاب الذى نزل بهم فى الآخرة { بِأَنَّ ٱللَّهَ نَزَّلَ ٱلْكِتَابَ } ، يعنى القرآن ، { بِٱلْحَقِّ } ، يقول : لم ينزل باطلاً لغير شىء ، فلم يؤمنوا به ، { وَإِنَّ ٱلَّذِينَ ٱخْتَلَفُواْ فِي ٱلْكِتَابِ } ، يعنى فى القرآن ، { لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ } [ آية : 176 ] ، يعني لفي ضلال بعيد ، يعني طويل .