Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 190-193)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله سبحانه : { وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ٱلَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ } ، وذلك أن الله عز وجل نهى النبى صلى الله عليه وسلم والمؤمنين عن الشهر الحرام أن يقاتلوا فى الحرم إلا أن يبدأهم المشركون بالقتال ، وأن النبى صلى الله عليه وسلم بينا هو وأصحابه معتمرون إلى مكة فى ذي القعدة ، وهم محرمون عام الحديبية ، والمسلمون يومئذ ألف وأربعمائة رجل ، فصدهم مشركو مكة عن المسجد الحرام وبدأوهم بالقتال ، فرخص الله فى القتال ، فقال سبحانه : { وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ٱلَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ } { وَلاَ تَعْتَدُوۤاْ } فتبدأوا بقتالهم فى الشهر الحرام وفى الحرم ، فإنه عدوان ، { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُعْتَدِينَ } [ آية : 190 ] ، ثم قال سبحانه : { وَٱقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُم } ، يعنى أين أدركتموهم فى الحل والحرم ، { وَأَخْرِجُوهُمْ } من مكة { مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ } ، يعنى من مكة ، { وَٱلْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ ٱلْقَتْلِ } ، يعنى الشرك أعظم عند الله عز وجل جرماً من القتل ، نظيرها : { أَلا فِي ٱلْفِتْنَةِ سَقَطُواْ } [ التوبة : 49 ] ، يعنى فى الكفر وقعوا ، فلما نزلت : { وَٱقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُم } ، أنزل الله عز وجل بعد : { وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ } ، يعنى أرض الحرم كله ، فنسخت هذه الآية ، ثم رخص لهم ، { حَتَّىٰ يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ } ، يعنى حتى يبدءوا بقتالكم فى الحرم ، { فَإِن قَاتَلُوكُمْ } فيه ، { فَٱقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَآءُ ٱلْكَافِرِينَ } [ آية : 191 ] إن بدأوا بالقتال فى الحرم أن يقاتلوا فيه . ثم قال سبحانه : { فَإِنِ ٱنتَهَوْاْ } عن قتالكم ووحدوا ربهم ، { فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ } لشركهم { رَّحِيمٌ } [ آية : 192 ] بهم فى الإسلام ، نظيرها فى الأنفال : { وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لله } [ الأنفال : 39 ] إلى آخر الآية ، ثم قال : { وَقَاتِلُوهُمْ } أبداً { حَتَّىٰ لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ } ، يقول : حتى لا يكون فيهم شرك فيوحدوا ربهم ولا يعبدوا غيره ، يعني مشركي العرب خاصة ، { وَيَكُونَ } ، يعني ويقوم { ٱلدِّينُ للَّهِ } ، فيوحدوه ولا يعبدوا غيره ، { فَإِنِ ٱنْتَهَواْ } عن الشرك ووحدوا ربهم ، { فَلاَ عُدْوَانَ } ، يعني فلا سبيل { إِلاَّ عَلَى ٱلظَّالِمِينَ } [ آية : 193 ] الذين لا يوحدون ربهم ، نظيرها فى القصص : { فَلاَ عُدْوَانَ عَلَيَّ } [ القصص : 28 ] ، يعنى فلا سبيل علىَّ .