Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 26-27)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَسْتَحْى أَن يَضْرِبَ مَثَلاً } ، وذلك أن الله عز وجل ذكر العنكبوت والذباب فى القرآن ، فضحكت اليهود ، وقالت : ما يشبه هذا من الأمثال ، فقال سبحانه : { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَسْتَحْى أَن يَضْرِبَ مَثَلاً } ، يعنى أن الله عز وجل لا يمنعه الحياء أن يصف للخلق مثلاً ، { مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } ، يعنى يصدقون بالقرآن ، { فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ } ، أى هذا المثل هو { ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَأَمَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُوا } بالقرآن ، يعنى اليهود ، { فَيَقُولُونَ مَاذَآ أَرَادَ ٱللَّهُ بِهَـٰذَا } الذى ذكر { مَثَلاً } ، إنما يقوله محمد من تلقاء نفسه وليس من الله ، فأنزل الله عز وجل : { يُضِلُّ بِهِ } ، أى يضل الله بهذا المثل { كَثِيراً } من الناس ، يعنى اليهود ، { وَيَهْدِي بِهِ } ، أى بهذا المثل { كَثِيراً } من الناس ، يعنى المؤمنين ، { وَمَا يُضِلُّ بِهِ } ، أى بهذا المثل { إِلاَّ ٱلْفَاسِقِينَ } [ آية : 26 ] ، يعنى اليهود . ثم أخبر فقال سبحانه : { ٱلَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ ٱللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ } ، فنقضوا العهد الأول ، ونقضوا ما أخذ عليهم فى التوراة أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئاً ، وأن يؤمنوا بالنبى صلى الله عليه وسلم ، وكفروا بعيسى وبمحمد ، عليهما السلام ، وآمنوا ببعض الأنبياء وكفروا ببعض ، { وَيَقْطَعُونَ مَآ أَمَرَ ٱللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي ٱلأرْضِ } ، يعنى ويعملون فيها بالمعاصى ، { أُولَـۤئِكَ هُمُ ٱلْخَاسِرُونَ } [ آية : 27 ] فى العقوبة ، يعنى اليهود ، ونظيرها فى الرعد : { ٱلَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ ٱللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَآ أَمَرَ ٱللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ } من إيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم ، { وَيُفْسِدُونَ فِي ٱلأَرْضِ أُوْلَـٰئِكَ لَهُمُ ٱللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوۤءُ ٱلدَّارِ } [ الرعد : 25 ] .