Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 282-282)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى فَٱكْتُبُوهُ } ، يعنى اكتبوا الدين والأجل ، { وَلْيَكْتُب } الكاتب بين البائع والمشترى ، { بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِٱلْعَدْلِ } يعدل بينهما فى كتابه ، فلا يزداد على المطلوب ، ولا ينقص من حق الطالب ، { وَلاَ يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ ٱللَّهُ } الكتابة ، وذلك أن الكُتاب كانوا قليلاً على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : { فَلْيَكْتُبْ } الكاتب ، { وَلْيُمْلِلِ } على الكاتب { ٱلَّذِي عَلَيْهِ ٱلْحَقُّ } ، يعنى المطلوب ، ثم خوف المطلوب ، فقال عز وجل : { وَلْيَتَّقِ ٱللَّهَ رَبَّهُ وَلاَ يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئاً } ، يعنى ولا ينقص المطلوب من الحق شيئاً ، كقوله عز وجل : { وَلاَ تَبْخَسُواْ ٱلنَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ } [ الأعراف : 85 ] . { فَإن كَانَ ٱلَّذِي عَلَيْهِ ٱلْحَقُّ سَفِيهاً } ، يعنى جاهلاً بالإملاء ، { أَوْ ضَعِيفاً } ، يعنى أو عاجزاً ، أو به حمق ، { أَوْ لاَ يَسْتَطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ } ، لا يعقل الإملاء لعيه ، أو لخرسه ، أو لسفهه ، ثم رجع إلى الذى له الحق ، فقال سبحانه : { فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ } ، يعنى ولى الحق ، فليملل هو { بِٱلْعَدْلِ } ، يعنى بالحق ، ولا يزداد شيئاً ولا ينقص ، كما قال للمطلوب قبل ذلك ، وأمر كليهما بالعدل ، ثم قال سبحانه : { وَٱسْتَشْهِدُواْ } على حقكم { شَهِيدَيْنِ مِّن رِّجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَٱمْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ ٱلشُّهَدَآءِ } ، يقول : ولا يشهد الرجل على حقه إلا مرضياً إن كان الشاهد رجلاً أو امرأة . ثم قال : { أَن تَضِلَّ } المرأة ، يعنى أن تنسى { إْحْدَاهُمَا } الشهادة ، { فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا } الشهادة { ٱلأُخْرَىٰ } ، يقول : تذكرها المرأة الأخرى التى حفظت شهادتهما ، ثم قال سبحانه : { وَلاَ يَأْبَ ٱلشُّهَدَآءُ إِذَا مَا دُعُواْ } ، يقول : إذا ما دعى الرجل ليستشهد على أخيه ، فلا يأب إن كان فارغاً ، ثم قال : { وَلاَ تَسْأَمُوۤاْ } ، يقول : ولا تملوا ، وكل شىء فى القرآن تسأموا ، يعنى تملوا ، { أَن تَكْتُبُوهُ صَغِيراً أَو كَبِيراً } ، يعنى قليل الحق وكثيره ، { إِلَىٰ أَجَلِهِ } ؛ لأن الكتاب أحصى للأجل وأحفظ للمال ، { ذَلِكُمْ } ، يعنى الكتاب ، { أَقْسَطُ } ، يعنى أعدل { عِندَ ٱللَّهِ وَأَقْومُ } ، يعنى أصوب { لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَىٰ أَلاَّ تَرْتَابُوۤاْ } ، يعنى وأجدر ألا تشكوا ، نظيرها : { ذَلِكَ أَدْنَىٰ أَن يَأْتُواْ بِٱلشَّهَادَةِ } [ المائدة : 108 ] ، أى أجدر ، ونظيرها فى الأحزاب : { ذَلِكَ أَدْنَىٰ } يعنى أجدر { أَن تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ } [ الأحزاب : 51 ] ، فى الحق والأجل والشهادة إذا كان مكتوباً . ثم رخص فى الاستثناء ، فقال : { إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ } ، وليس فيها أجل ، { فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ } ، يعنى حرج ، { أَلاَّ تَكْتُبُوهَا } ، يعنى التجارة الحاضرة ، إذا كانت يداً بيد على كل حال ، { وَأَشْهِدُوۤاْ } على حقكم { إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلاَ يُضَآرَّ كَاتِبٌ وَلاَ شَهِيدٌ } ، يقول : لا يعمد أحدكم إلى الكاتب والشاهد فيدعوهما إلى الكتابة والشهادة ولهما حاجة ، فيقول : اكتب لى ، فإن الله أمرك أن تكتب لى ، فيضاره بذلك ، وهو يجد غيره ، ويقول للشاهد وهو يجد غيره : اشهد لى على حقى ، فإن الله قد أمرك أن تشهد على حقى ، وهو يجد غيره من يشهد له على حقه ، فيضاره بذلك ، فأمر الله عز وجل أن يتركا لحاجتهما ويلتمس غيرهما ، { وَإِن تَفْعَلُواْ فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ } ، يقول : وإن تضاروا الكاتب والشاهد وما نهيتم عنه ، فإنه إثم بكم ، ثم خوفهم ، فقال سبحانه : { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ } ولا تعصوه فيهما ، { وَيُعَلِّمُكُمُ ٱللَّهُ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } [ آية : 282 ] من أعمالكم عليم .