Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 72-74)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَٱدَّارَأْتُمْ فِيهَا } ، فاختلفتم فى قتلها ، فقال أهل هذه القرية الأخرى : أنتم قتلتموه ، وقال الآخرون : أنتم قتلتموه ، فذلك قوله سبحانه : { وَٱللَّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ } [ آية : 72 ] ، يعنى كتمان قتل المقتول ، { فَقُلْنَا ٱضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ } ، يقول : هكذا { يُحْيِي ٱللَّهُ ٱلْمَوْتَىٰ وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ } ، فكان ذلك من آياته وعجائبه ، { لَعَلَّكُمْ } يقول : لكى { تَعْقِلُونَ } [ آية : 73 ] ، فتعتبروا فى البعث ، وإنما فعل الله ذلك بهم ؛ لأنه كان فى بنى إسرائيل من يشك فى البعث ، فأراد الله عز وجل أن يعلمهم أنه قادر على أن يبعث الموتى ، وذلك قوله سبحانه ، { لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } فتعتبروا فى البعث . فقالوا : نحن لم نقتله ، ولكن كذب علينا ، فلما كذبوا المقتول ، ضرب الله لهم مثلاً ، وذلك قوله سبحانه : { ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ } فى الشدة ، فلم تطمئن ، يعنى تلين ، حتى كذبتم المقتول ، ثم قال : { مِّن بَعْدِ ذٰلِكَ } ، يعني من بعد حياة المقتول ، { فَهِيَ كَٱلْحِجَارَةِ } فشبه قلوبهم حين لم تلن بالحجارة فى الشدة ، ثم عذر الحجارة وعاب قلوبهم ، فقال : فهى كالحجارة فى القسوة ، { أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً } ، ثم قال : { وَإِنَّ مِنَ ٱلْحِجَارَةِ } ما هى ألين من قلوبهم ، فمنها { لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ ٱلأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا } ، يعنى ما { يَشَّقَّقُ } ، يعنى يتصدع ، { فَيَخْرُجُ مِنْهُ ٱلْمَآءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ } ، يقول : من بعض الحجارة الذى يهبط من أعلاه ، فهؤلاء جميعاً { مِنْ خَشْيَةِ ٱللَّهِ } يفعلون ذلك ، وبنو إسرائيل لا يخشون الله ، ولا ترق قلوبهم كفعل الحجارة ، ولا يقبلون إلى طاعة رهم ، ثم وعدهم ، فقال عز وجل : { وَمَا ٱللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } [ آية : 74 ] من المعاصى .