Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 87-88)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ ٱلْكِتَابَ } ، يقول : أعطينا موسى التوراة ، { وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ } ، يقول : وأتبعنا من بعد موسى { بِٱلرُّسُلِ } إلى قومهم ، { وَآتَيْنَا عِيسَى ٱبْنَ مَرْيَمَ ٱلْبَيِّنَاتِ } ، يقول : وأعطينا عيسى ابن مريم العجائب التى كان يصنعها من خلق الطير ، وإبراء الأكمه والأبرص ، وأحياء الموتى بإذن الله ، ثم قال سبحانه : { وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ ٱلْقُدُسِ } ، يقول : وقوينا عيسى بجبريل ، عليهما السلام ، فقالت اليهود عند ذلك : فجئنا يا محمد بمثل ما جاء به موسى من الآيات كما تزعم ، يقول الله عز وجل : { أَفَكُلَّمَا جَآءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَىٰ أَنْفُسُكُمْ } ، يعنى اليهود ، { ٱسْتَكْبَرْتُمْ } ، يعني تكبرتم عن الإيمان برسولى ، يعني محمداً صلى الله عليه وسلم ، { فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ } ، يعنى طائفة من الأنبياء كذبتم بهم ، منهم عيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم ، { وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ } [ آية : 87 ] ، يعني وطائفة قتلتموهم ، منهم زكريا ، ويحيى ، والأنبياء أيضاً ، فعرفوا أن الذى قال لهم النبى صلى الله عليه وسلم حق فسكتوا . { وَقَالُواْ } للنبى صلى الله عليه وسلم : { قُلُوبُنَا غُلْفٌ } ، يعنى فى غطاء ، ويعنون فى أكنة عليها الغطاء ، فلا تفهم ولا تفقه ما تقول يا محمد ، كراهية لما سمعوا من النبى صلى الله عليه وسلم من قوله : " إنكم كذبتم فريقاً من الأنبياء وفريقاً قتلتم " ، فإن كنت صادقاً فأفهمنا ما تقول ، يقول الله عز وجل : { بَل لَّعَنَهُمُ ٱللَّهُ بِكُفْرِهِمْ } فطبع على قلوبهم ، { فَقَلِيلاً مَّا يُؤْمِنُونَ } [ آية : 88 ] ، يعنى بالقليل بأنهم لا يصدقون بأنه من الله ، وكفروا بما سواه مما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ، فذلك قوله عز وجل فى النساء : { فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً } [ النساء : 155 ] ، وإنما سمى اليهود من قبل يهوذا بن يعقوب .