Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 20, Ayat: 115-127)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَلَقَدْ عَهِدْنَآ إِلَىٰ ءَادَمَ مِن قَبْلُ } محمد صلى الله عليه وسلم ، ألا يأكل من الشجرة { فَنَسِيَ } يقول : فترك آدم العهد ، كقوله : { … وَإِلَـٰهُ مُوسَىٰ فَنَسِيَ } [ طه : 88 ] يقول : ترك ، وكقوله سبحانه : { … إِنَّا نَسِينَاكُمْ … } [ السجدة : 14 ] يقول : تركناكم ، وكقوله : { فَنَسُواْ حَظّاً … } [ المائدة : 14 ] يعنى تركوا ، فلما نسى العهد سمى الإنسان ، فأكل منها { وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً } [ آية : 115 ] يعنى صبراً عن أكلها . { وَإِذْ قُلْنَا } يعنى وقد قلنا { لِلْمَلاَئِكَةِ ٱسْجُدُواْ لآدَمَ } إذ نفخ فيه الروح { فَسَجَدُوۤاْ } ثم استثنى فقال : { إِلاَّ إِبْلِيسَ } لم يسجد فـ { أَبَىٰ } [ آية : 116 ] أن يسجد . { فَقُلْنَا يٰآدَمُ إِنَّ هَـٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ } حواء { فَلاَ يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ ٱلْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ } [ آية : 117 ] بالعمل بيديك ، وكان يأكل من الجنة رغداً من غير أن يعمل بيده ، فلما أصاب الخطيئة أكل من عمل يده ، فكان يعمل ويأكل { إِنَّ لَكَ } يا آدم { أَلاَّ تَجُوعَ فِيهَا وَلاَ تَعْرَىٰ } [ آية : 118 ] . { وَأَنَّكَ لاَ تَظْمَأُ فِيهَا } يعنى لا تعطش فى الجنة { وَلاَ تَضْحَىٰ } [ آية : 119 ] يقول : لا يصيبك حر الشمس ، فيؤذيك فتفرق . { فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ ٱلشَّيْطَانُ } يعنى إبليس وحده فـ { قَالَ يٰآدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ } يقول : ألا أدلك { عَلَىٰ شَجَرَةِ ٱلْخُلْدِ } من أكل منها خلد فى الجنة فلا يموت { وَ } على { وَمُلْكٍ لاَّ يَبْلَىٰ } [ آية : 120 ] يقول : لا يفنى . { فَأَكَلاَ مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا } يقول : ظهرت لهما عوراتهما { وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا } يقول : وجعلا يخصفان ، يقول : يلزقان الورق بعضه على بعض { مِن وَرَقِ ٱلْجَنَّةِ } ورق التين ليستتروا به فى الجنة { وَعَصَىٰ ءَادَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ } [ آية : 121 ] يعنى فضل وتولى عن طاعة ربه ، عز وجل . { ثُمَّ ٱجْتَبَاهُ رَبُّهُ } يعنى استخلصه ربه عز وجل { فَتَابَ عَلَيْهِ } من ذنبه { وَهَدَىٰ } [ آية : 122 ] يعنى وهداه للتوبة . { قَالَ ٱهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً } يعنى آدم وإبليس { بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ } يقول : إبليس وذريته عدو لآدم وذريته { فَإِمَّا } يعنى فإن { يَأْتِيَنَّكُم } يعنى ذرية آدم { مِّنِّي هُدًى } يعنى رسلاً معهم كتب فيها البيان { فَمَنِ ٱتَّبَعَ هُدَايَ } يعنى رسلى وكتابى { فَلاَ يَضِلُّ } فى الدنيا { وَلاَ يَشْقَىٰ } [ آية : 123 ] فى الآخرة . { وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي } يعنى عن إيمان بالقرآن نزلت فى الأسود بن عبد الأسود المخزومى ، قتله حمزة بن عبد المطلب يوم بدر على الحوض { فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً } يعنى معيشة سوء لأنها فى معاصى الله عز وجل الضنك والضيق { وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ ٱلْقِيامَةِ أَعْمَىٰ } [ آية : 124 ] عن حجته . { قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِيۤ أَعْمَىٰ } عن حجتى { وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً } [ آية : 125 ] فى النيا عليماً بها ، وهذا مثل قوله سبحانه : { هَّلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ } [ الحاقة : 29 ] يعنى ضلت عنى حجتى ، وهذا قوله حين شهدت عليه الجوارح بالشرك والكفر . { قَالَ } الله تعالى : { كَذٰلِكَ } يعنى هكذا { أَتَتْكَ آيَاتُنَا } يعنى آيات القرآن { فَنَسِيتَهَا } يعنى فتركت إيماناً بآيات القرآن { وَكَذٰلِكَ ٱلْيَوْمَ تُنْسَىٰ } [ آية : 126 ] فى الآخرة تترك فى النار ، ولا تخرج منها ، ولا نذكرك . { وَكَذٰلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ } يعنى وهكذا نجزى من أشرك فى الدنيا بالنار فى الآخرة { وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ رَبِّهِ } يقول : ولم يؤمن بالقرآن { وَلَعَذَابُ ٱلآخِرَةِ أَشَدُّ } مما أصابه فى الدنيا من القتل ببدر { وَأَبْقَىٰ } [ آية : 127 ] يعنى وأدوم من عذاب الدنيا ، ثم خوف كفار مكة .