Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 22, Ayat: 11-13)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَعْبُدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ } يعنى على شك ، نزلت فى أناس من أعراب أسد بن خزيمة ، وغطفان . قال مقاتل : إذا سألك رجل على كم حرف تعبد الله ، عز وجل ، فقل : لا أعبد الله على شىء من الحروف ، ولكن أعبد الله تعالى ولا أشرك به شيئاً لأنه واحد لا شريك له . كان الرجل يهاجر إلى المدينة ، فإن أخصبت أرضه ، ونتجت فرسه ، وولد له غلام ، وصح بالمدينة ، وتتابعت عليه الصدقات ، قال : هذا دين حسن ، يعنى الإسلام . فذلك قوله تعالى : { فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ ٱطْمَأَنَّ بِهِ } يقول : رضى بالإسلام ، وإن أجدبت أرضه ، ولم تنتج فرسه ، وولدت له جارية ، وسقم بالمدينة ، ولم يجد عليه بالصدقات ، قال : هذا دين سوء ، ما أصابنى من دينى هذا الذى كنت عليه إلا شراً فرجع عن دينه ، فذلك قوله سبحانه : { وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ } يعنى بلاء { ٱنْقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ } يقول : رجعل إلى دينه الأول كافراً { خَسِرَ ٱلدُّنْيَا وَٱلآُخِرَةَ } خسر دنياه التى كان يحبها ، فخرج منها ثم أفضى إلى الآخرة وليس له فيها شىء ، مثل قوله : { … إِنَّ ٱلْخَاسِرِينَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوۤاْ أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ … } [ الزمر : 15 ] يقول الله عز وجل : { ذٰلِكَ هُوَ ٱلْخُسْرَانُ ٱلْمُبِينُ } [ آية : 11 ] يقول : ذلك هو الغبن البين ، ثم أخبر عن هذا المرتد عن الإسلام . فقال سبحانه : { يَدْعُوا } يعنى يعبد { مِن دُونِ ٱللَّهِ } يعنى الصنم { مَا لاَ يَضُرُّهُ } فى الدنيا إن لم يعبده { وَمَا لاَ يَنفَعُهُ } فى الآخرة إن عبده { ذٰلِكَ هُوَ ٱلضَّلاَلُ ٱلْبَعِيدُ } [ آية : 12 ] يعنى الطويل . { يَدْعُوا } يعنى يعبد { لَمَنْ ضَرُّهُ } فى الآخرة { أَقْرَبُ مِن نَّفْعِهِ } فى الدنيا { لَبِئْسَ ٱلْمَوْلَىٰ } يعنى الولى { وَلَبِئْسَ ٱلْعَشِيرُ } [ آية : 13 ] يعنى الصاحب ، كقوله سبحانه : { … وَعَاشِرُوهُنَّ بِٱلْمَعْرُوفِ … } [ النساء : 19 ] يعنى وصاحبوهن بالمعروف .