Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 22, Ayat: 1-2)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
حدثنا عبيد الله ، قال : حدثني أبي ، عن الهذيل ، عن مقاتل ، { يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمْ } يخوفهم ، يقول : اخشوا ربكم { إِنَّ زَلْزَلَةَ ٱلسَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ } [ آية : 1 ] . { يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ } يقول : تدع البنين لشدة الفزع من الساعة ، وذلك قبل النفخة الأولى ينادي مناد من السماء الدنيا ، يا أيها الناس ، جاء أمر الله ، فيسمع صوته أهل الأرض جميعاً فيفزعون فزعاً شديداً ، ويموج بعضهم فى بعض ، ويشيب فيها الصغير ، ويسكر فيها الكبير ، وتضع الحوامل ما في بطونها ، وتدع المراضع البنين من الفزع الشديد ، فذلك قوله عز وجل : { يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ } . { عَمَّآ أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا } النساء والدواب حملها من شدة الفزع { وَتَرَى ٱلنَّاسَ سُكَارَىٰ } من الخوف { وَمَا هُمْ بِسُكَارَىٰ } من الشراب { وَلَـٰكِنَّ عَذَابَ ٱللَّهِ شَدِيدٌ } [ آية : 2 ] " نزلت هاتان الآيتان ليلاً والناس يسيرون فى غزاة بني المصطلق ، وهم حي خزاعة ، فقرأها النبى صلى الله عليه وسلم تلك الليلة على الناس ثلاث مرات ، ثم قال : " هل تدرون أي يوم هذا " ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : " هذا يوم يقول الله عز وجل لآدم عليه السلام : قم فابعث بعث النار من ذريتك ، فيقول : يا رب وما بعث النار ، قال : من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون ، إلى النار ، وواحد إلى الجنة " ، فلما سمع القوم ذلك اشتد عليهم وحزنوا ، فلما أصبحوا أتوا النبى صلى الله عليه وسلم فقالوا : وما توبتنا وما حيلتنا ، فقال لهم النبى صلى الله عليه وسلم : " أبشروا فإن معكم خليقتين لم يكونا فى أمة قط إلا كثرتها يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون ، ما أنتم فى الناس إلا كشعرة بيضاء فى ثور أسود ، أو كشعرة سوداء فى ثور أبيض ، أو كالرقم فى ذراع الدابة ، أو كالشامة فى سنام البعير ، فأبشروا وقاربوا وسددوا واعملوا . ثم قال : " أيسركم أن تكونوا ربع أهل الجنة " ؟ قالوا : من أين لنا ذلك يا رسول الله ؟ قال : " أفيسركم أن تكونوا ثلث أهل الجنة " ؟ قالوا : من أين لنا ذلك يا رسول الله ؟ قال : " أيسركم أن تكونوا شطر أهل الجنة " ؟ قالوا : من أين لنا ذلك يا رسول الله ، قال : " فإنكم أكثر أهل الجنة ، أهل الجنة عشرون ومائة صف ، أمتى من ذلك ثمانون صفاً ، وسائر أهل الجنة أربعون صفا ، ومع هؤلاء أيضاً سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب مع كل رجل سبعون ألفاً " . فقالوا : من هم يا رسول الله ؟ قال : " هم لا يرقون ، ولا يسترقون ، ولا يكتون ، ولا يتطيرون ، وعلى ربهم يتوكلون " . فقام عكاشة بن محصن الأسدى ، فقال : يا رسول الله ، ادع الله أن يجعلنى منهم ، قال : " فإنك منهم " ، فقام رجل آخر من رهط ابن مسعود من هذيل ، فقال : يا رسول الله ، ادع الله أن يجعلنى منهم ، قال : " سبقك بها عكاشة " " .