Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 22, Ayat: 30-30)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ذٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ ٱللَّهِ } يعنى أمر المناسك كلها { فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ } فى الآخرة { وَأُحِلَّتْ لَكُمُ } بهيمة { ٱلأَنْعَامُ } التى حرموا للآلهة فى سورة الأنعام { إِلاَّ مَا يُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ } من التحريم فى أول سورة المائدة { فَٱجْتَنِبُواْ ٱلرِّجْسَ مِنَ ٱلأَوْثَانِ } فيها تقديم يقول : اتقوا عبادة اللات والعزى ومناة ، وهي الأوثان { وَٱجْتَنِبُواْ قَوْلَ ٱلزُّورِ } [ آية : 30 ] يقول : اتقوا الكذب ، وهو الشرك . حدثنا أبو محمد ، قال : حدثنى أبي ، قال : حدثنا الهذيل ، عن مقاتل ، عن محمد بن على ، فى قوله تعالى : { وَٱجْتَنِبُواْ قَوْلَ ٱلزُّورِ } قال : الكذب وهو الشرك فى التلبية ، وذلك أن الخمس قريش ، وخزاعة ، وكنانة ، وعامر بن صعصعة ، فى الجاهلية كانوا يقولون فى التلبية : لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك ، إلا شريكاً هو لك ، تملكه وما ملك ، يعنون الملائكة التى تعبد هذا هو قول الزور لقولهم : إلا شريكاً هو لك . وكان أهل اليمن فى الجاهلية يقولون فى التلبية : نحن عرابا عك عك إليك عانية ، عبادك اليمانية ، كيما نحج الثانية ، على القلاص الناحية . وكانت تميم تقول في إحرامها : لبيك ما نهارنا نجره ، إدلاجه وبرده وحره ، لا يتقي شيئاً ولا يضره ، حجاً لرب مستقيم بره . وكانت ربيعة تقول : لبيك اللهم حجاً حقاً ، تعبداً ورقاً ، لم نأتك للمناحة ، ولا حباً للرباحة . وكانت قيس عيلان تقول : لبيك لولا أن بكراً دونكا ، بنو أغيار وهم يلونكا ، ببرك الناس ويفخرونكا ، ما زال منا عجيجاً يأتونكا . وكانت جرهم تقول فى إحرامها : لبيك إن جرهما عبادك ، والناس طرف وهم تلادك ، وهم لعمرى عمروا بلادك ، لا يطاق ربنا يعادك ، وهم الأولون على ميعادك ، وهم يعادون كل من يعادك ، حتى يقيموا الدين فى وادك . وكانت قضاعة تقول : لبيك رب الحل والإحرام ، ارحم مقام عبد وآم ، أتوك يمشون على الأقدام . وكانت أسد وغطفان تقول فى إحرامها بشعر اليمن : لبيك ، إليك تعدوا قلقا وضينها ، معترضا فى بطنها جنينها ، مخالفاً دين النصارى دينها . وكانت النساء تطفن بالليل عراة ، وقال بعضهم : لا بل نهاراً تأخذ إحداهن حاشية برد تستر به ، وتقول : اليوم يبدوا بعضه أو كله ، وما بدا منه فلا أحله ، كم من لبيب عقله يضله ، وناظر ينظر فيما يمله ضخم من الجثم عظيم ظله . وكانت تلبية آدم ، عليه السلام : لبيك الله لبيك عبد خلقته بيديك ، كرمت فأعطيت ، قربت فأدنين ، تباركت وتعاليت ، أنت رب البيت . فأنزل الله عز وجل : { وَٱجْتَنِبُواْ قَوْلَ ٱلزُّورِ } يعنى الكذب ، وهو الشرك فى الإحرام .