Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 22, Ayat: 5-7)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

فقال سبحانه : { يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ } يعنى كفار مكة { إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ ٱلْبَعْثِ } يعنى فى شك من البعث بعد الموت ، فانظروا إلى بدء خلقكم { فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِّن تُرَابٍ } ولم تكونوا شيئاً { ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ } مثل الدم { ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ } يعنى من النطقة مخلقة { وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ } يعنى السقط يخرج من بطن أمه مصوراً ، وغير مصور { لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي ٱلأَرْحَامِ مَا نَشَآءُ } فلا يكون سقطاً { إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى } يقول : خروجه من بطن أمه ليعتبروا فى البعث ، ولا يشكوا فيه أن الذى بدأ خلقكم ، لقادر على أن يعيدكم بعد الموت . ثم قال سبحانه : { ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ } من بطون أمهاتكم { طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوۤاْ أَشُدَّكُمْ } ثمانى عشرة سنة إلى أربعين سنة { وَمِنكُمْ مَّن يُتَوَفَّىٰ } من قبل أن يبلغ أشده { ومِنكُمْ مَّن يُرَدُّ } بعد الشباب { إِلَىٰ أَرْذَلِ ٱلْعُمُرِ } يعنى الهرم { لِكَيْلاَ يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ } كان يعلمه { شَيْئاً } فذكر بدء الخلق ، ثم ذكر الأرض الميتة كيف يحيها ليعتبروا فى البعث ، فإن البعث ليس بأشد من بدء الخلق ، ومن الأرض حين يحيها من بعد موتها ، فذلك قوله سبحانه : { وَتَرَى ٱلأَرْضَ هَامِدَةً } يعنى ميتة ليس فيها نبت يعنى متهشمة { فَإِذَآ أَنزَلْنَا عَلَيْهَا ٱلْمَآءَ } يعنى المطر { ٱهْتَزَّتْ } الأرض ، يعنى تحركت بالنبات ، كقوله : { تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَآنٌّ } [ القصص : 31 ] أى تحرك كأنها حية . ثم قال للأرض : { وَرَبَتْ } يعنى وأضعفت النبات { وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ } [ آية : 5 ] يعنى من كل صنف من النبات حسن . { ذٰلِكَ } يقول : هذا الذى فعل ، هذا الذى ذكر من صنعه ، يدل على توحيده بصنعه { بِأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْحَقُّ } وغيره من الآلهة باطل { وَأَنَّهُ يُحْيِـي ٱلْمَوْتَىٰ } فى الآخرة { وَأَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } [ آية : 6 ] من البعث وغيره قدير . { وَأَنَّ ٱلسَّاعَةَ آتِيَةٌ لاَّ رَيْبَ } يعنى لا شك { فِيهَا } أنها كائنة { وَأَنَّ ٱللَّهَ يَبْعَثُ } فى الآخرة { مَن فِي ٱلْقُبُورِ } [ آية : 7 ] من الأموات ، فلا تشكوا فى البعث .