Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 23, Ayat: 12-22)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عز وجل : { وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنْسَانَ } يعنى آدم صلى الله عليه وسلم { مِن سُلاَلَةٍ مِّن طِينٍ } [ آية : 12 ] والسلالة : إذا عصر الطين انسل الطين والماء من بين أصابعه . { ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً } يعنى ذرية آدم { فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ } [ آية : 13 ] يعنى الرحم : تمكن النطفة فى الرحم { ثُمَّ خَلَقْنَا ٱلنُّطْفَةَ عَلَقَةً } يقول : تحول الماء فصار دماً { فَخَلَقْنَا ٱلْعَلَقَةَ مُضْغَةً } يعنى فتحول الدم فصار لحماً مثل المضغة { فَخَلَقْنَا ٱلْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا ٱلْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ } يقول : خلقناه ، { خَلْقاً آخَرَ } يعنى الروح ينفخ فيه بعد خلقه ، " فقال عمر بن الخطاب ، رضى الله عنه : قبل أن يتم النبى صلى الله عليه وسلم الآية : { تَبَارَكَ ٱللَّهُ أَحْسَنُ ٱلْخَالِقِينَ } ، فقال النبى صلى الله عليه وسلم : هكذا أنزلت يا عمر " { فَتَبَارَكَ ٱللَّهُ أَحْسَنُ ٱلْخَالِقِينَ } [ آية : 14 ] يقول : هو أحسن المصورين ، يعني من الذين خلقوا التماثيل وغيرها التى لا يتحرك منها شىء { ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذٰلِكَ } الخلق بعد ما ذكر من تمام خلق الإنسان { لَمَيِّتُونَ } [ آية : 15 ] عند آجالكم { ثُمَّ إِنَّكُمْ } بعد الموت { يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ } [ آية : 16 ] يعنى تحيون بعد الموت . { وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَآئِقَ } يعنى سموات غلظ كل سماء مسيرة خمس مائة عام ، وبين كل سماء مسيرة خمس مائة عام { وَمَا كُنَّا عَنِ ٱلْخَلْقِ غَافِلِينَ } [ آية : 17 ] يعنى عن خلق السماء وغيره { وَأَنزَلْنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً بِقَدَرٍ } ما يكفيكم من المعيشة ، يعنى العيون { فَأَسْكَنَّاهُ } يعنى فجعلنا { فِي ٱلأَرْضِ وَإِنَّا عَلَىٰ ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ } [ آية : 18 ] فيغور فى الأرض ، يعنى فلا يقدر عليه . { فَأَنشَأْنَا } يعنى فخلقنا { لَكُمْ بِهِ } بالماء { جَنَّاتٍ } يعنى البساتين { مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَّكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ } [ آية : 19 ] ، ثم قال : { وَ } خلقنا { وَشَجَرَةً } يعنى الزيتون ، وهو أول زيتونة خلقت { تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَآءَ } يقول : تنبت فى أصل الجبل الذى كلم الله ، عز وجل ، عليه موسى ، عليه السلام ، { تَنبُتُ بِٱلدُّهْنِ } يعنى تخرج بالذى فيه الدهن ، يقول : هذه الشجرة تشرب الماء ، وتخرج الزيت ، فجعل الله ، عز وجل ، فى هذه الشجرة أدماً ودهناً { وَ } هى { وَصِبْغٍ لِّلآكِلِيِنَ } [ آية : 20 ] وكل جبل يحمل الثمار ، فهو سيناء يعنى الحسن . { وَإِنَّ لَكُمْ فِي ٱلأَنْعَامِ } يعنى الإبل والبقر والغنم { لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُمْ مِّمَّا فِي بُطُونِهَا } يعنى اللبن { وَلَكُمْ فيِهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ } يعنى فى ظهورها وألبانها وأوبارها وأصوافها وأشعارها { وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ } [ آية : 21 ] يعنى من النعم ، ثم قال : { وَعَلَيْهَا } يعنى الإبل { وَعَلَى ٱلْفُلْكِ تُحْمَلُونَ } [ آية : 22 ] على ظهورها فى أسفاركم ، ففى هذا الذى ذكر من هؤلاء الآيات عبرة فى توحيد الرب ، عز وجل .