Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 24, Ayat: 27-29)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَدْخُلُواْ بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّىٰ تَسْتَأْنِسُواْ } يعني حتى تستأذنوا { وَتُسَلِّمُواْ عَلَىٰ أَهْلِهَا } فيها تقديم فابدءوا بالسلام قبل الاستئذان ، وذلك أنهم كانوا في الجاهلية يقول بعضهم لبعض : حييت صباحاً ومساءً ، فهذه كانت تحية القوم بينهم ، حتى نزلت هذه الآية ، ثم قال : { ذٰلِكُمْ } يعني السلام والاستئذان { خَيْرٌ لَّكُمْ } يعني أفضل لكم من أن تدخلوا بغير إذن { لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } [ آية : 27 ] أن التسليم والاستئذان خير لكم ، فتأخذون به ، ويأخذ أهل البيت حذرهم ، { فَإِن لَّمْ تَجِدُواْ فِيهَآ أَحَداً } يعني في البيوت { فَلاَ تَدْخُلُوهَا حَتَّىٰ يُؤْذَنَ لَكُمُ } في الدخول { وَإِن قِيلَ لَكُمْ ٱرْجِعُواْ فَٱرْجِعُواْ } ولا تقعدوا ولا تقوموا على أبواب الناس ، فإن لهم حوائج { هُوَ أَزْكَىٰ لَكُمْ } يقول : الرجعة خير لكم من القيام والقعود على أبوابهم ، { وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ } [ آية : 28 ] إن دخلتم بإذن أو بغير إذن ، فمن دخل بيتاً بغير إذن أهله ، قال له ملكاه اللذان يكتبان عليه : أفٍ لك عصيت وآذيت ، يعني عصيت الله ، عز وجل ، وآذيت أهل البيت ، فلما نزلت آية التسليم والاستئذان في البيوت ، قال أبو بكر الصديق ، رضي الله عنه ، للنبي صلى الله عليه وسلم : فكيف بالبيوت التي بين مكة والمدينة والشام على ظهر الطريق ليس فيها ساكن ؟ فأنزل الله عز وجل في قول أبي بكر الصديق ، رضي الله عنه : { لَّيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ } يعني حرج { أَن تَدْخُلُواْ بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ } ليس بها ساكن { فِيهَا مَتَاعٌ } يعني منافع { لَّكُمْ } من البرد والحر ، يعني الخانات والفنادق { وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ } يعني ما تعلنون بألسنتكم { وَمَا تَكْتُمُونَ } [ آية : 29 ] يعني ما تسرون في قلوبكم .