Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 24, Ayat: 35-38)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ٱللَّهُ نُورُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } يقول : الله هادي أهل السموات والأرض ، ثم انقطع الكلام ، وأخذ في نعت نبيه صلى الله عليه وسلم وما ضرب له من المثل ، فقال سبحانه : { مَثَلُ نُورِهِ } مثل نور محمد صلى الله عليه وسلم إذا كان مستودعاً في صلب أبيه عبد الله بن عبد المطلب { كَمِشْكَاةٍ } يعني بالمشكاة الكوة ليست بالنافذة { فِيهَا مِصْبَاحٌ } يعني السراج { ٱلْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ } الصافية تامة الصفاء ، يعني بالمشكاة صلب عبد الله أبي محمد صلى الله عليه وسلم ، ويعني بالزجاجة جسد محمد صلى الله عليه وسلم ، ويعني بالسراج الإيمان في جسد محمد صلى الله عليه وسلم ، فلما خرجت الزجاجة فيها المصباح من الكوة صارت الكوة مظلمة ، فذهب نورها ، والكوة مثل عبد الله ، ثم شبه الزجاجة بمحمد صلى الله عليه وسلم في كتب الأنبياء ، عليهم السلام ، لا خفاء فيه كضوء الكوكب الدري ، وهو الزهرة في الكوكب ، ويقال : المشتري وهو البرجرس بالسريانية ، { ٱلزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ } يعني بالشجرة المباركة إبراهيم خليل الرحمن صلى الله عليه وسلم ، يقول : يوقد محمد من إبراهيم ، عليهما السلام ، وهو من ذريته ، ثم ذكر إبراهيم ، عليه السلام ، فقال سبحانه : { زَيْتُونَةٍ } قال : طاعة حسنة { لاَّ شَرْقِيَّةٍ وَلاَ غَرْبِيَّةٍ } يقول : لم يكن إبراهيم ، عليه السلام ، يصلي قبل المشرق كفعل النصارى ، ولا قبل المغرب كفعل اليهود ، ولكنه كان يصلي قبل الكعبة ، ثم قال : { يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيۤءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ } يعني إبراهيم يكاد علمه يضىء . وسمعت من يحكي ، عن أبي صالح في قوله تعالى : { يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيۤءُ } قال : يكاد محمد صلى الله عليه وسم أن يتكلم بالنبوة قبل أن يوحى إليه ، يقول : { وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ } يقول : ولو لم تأته النبوة لكانت طاعته مع طاعة الأنبياء ، عليهم السلام ، ثم قال عز وجل : { نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ } قال محمد صلى الله عليه وسلم نبي خرج من صلب نبي ، يعني إبراهيم ، عليهما السلام ، { يَهْدِي ٱللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَآءُ } قال : يهدى الله لدينه من يشاء من عباده ، وكأن الكوة مثلً لعبد الله بن عبد المطلب ، ومثل السراج مثل الإيمان ، ومثل الزجاجة مثل جسد محمد صلى الله عليه وسلم ، ومثل الشجرة المباركة مثل إبراهيم ، عليهما السلام ، فذلك قوله عز وجل : { وَيَضْرِبُ ٱللَّهُ ٱلأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلَيِمٌ } [ آية : 35 ] . { فِي بُيُوتٍ أَذِنَ ٱللَّهُ أَن تُرْفَعَ } يقول : أمر الله ، عز وجل ، أن ترفع ، يعني أن تبنى ، أمر الله عز وجل برفعها وعمارتها { وَ } أمر أن { وَيُذْكَرَ فِيهَا ٱسْمُهُ } يعني يوحد الله عز وجل نظيرها في البقرة : { يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِٱلْغُدُوِّ وَٱلآصَالِ } [ آية : 36 ] يقول : يصلي لله عز وجل . { رِجَالٌ } فيها تقديم بالغدو والعشي ، ثم نعتهم ، فقال سبحانه : { لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ } يعني شراء { وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ ٱللَّهِ } يعني الصلوات المفروضة { وَإِقَامِ ٱلصَّلاَةِ وَإِيتَآءِ ٱلزَّكَـاةِ } يقول : لا تلهيهم التجارة عن إقام الصلاة ، وإعطاء الزكاة ، ثم أخبر عنهم ، فقال سبحانه : { يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ ٱلْقُلُوبُ } حين زالت من أماكنها من الصدور فنشبت في حلوقهم عند الحناجر ، قال : { وَٱلأَبْصَارُ } [ آية : 37 ] يعني تقلب أبصارهم فتكون زرقاً . { لِيَجْزِيَهُمُ ٱللَّهُ أَحْسَنَ مَا } يعني الذي { عَمِلُواْ } من الخير ولهم مساوئ ، فلا يجزيهم بها { وَيَزِيدَهُمْ } على أعمالهم { مِّن فَضْلِهِ } فضلا على أعمالهم { وَٱللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ } [ آية : 38 ] يقول الله تعالى : ليس فوقي ملك يحاسبني ، أنا الملك ، أعطي من شئت بغير حساب ، لا أخاف من أحد يحاسبني .