Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 24, Ayat: 46-53)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ لَّقَدْ أَنزَلْنَآ آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ } لما فيه من أمره ونهيه { وَٱللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَآءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } [ آية : 46 ] يعني إلى دين مستقيم ، يعني الإسلام ، وغيره من الأديان ليس بمستقيم . { وَيِقُولُونَ آمَنَّا بِٱللَّهِ } يعني صدقنا بتوحيد الله ، عز وجل : { وَبِٱلرَّسُولِ } يعني محمداً صلى الله عليه وسلم أنه من الله ، عز وجل ، نزلت في بشر المنافق ، { وَأَطَعْنَا } قولهما { ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ } يعني ثم يعرض عن طاعتهما طائفة منهم { مِّن بَعْدِ ذٰلِكَ } يعني من بعد الإيمان بالله ، عز وجل ، ورسوله صلى الله عليه وسلم { وَمَآ أُوْلَـٰئِكَ بِٱلْمُؤْمِنِينَ } [ آية : 47 ] يعني عز وجل بشر المنافق . ثم أخبر عنه ، فقال تعالى : { وَإِذَا دُعُوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ } يعني من المنافقين { مُّعْرِضُونَ } [ آية : 48 ] عن النبي صلى الله عليه وسلم إلى كعب بن الأشرف ، وذلك أن رجلاً من اليهود كان بينه وبين بشر خصومة ، وأن اليهودى دعا بشراً إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، ودعاه بشر إلى كعب ، فقال بشر : إن محمداً يحيف علينا . يقول الله عز وجل : { وَإِن يَكُنْ لَّهُمُ ٱلْحَقُّ } يعني بشر المنافق { يَأْتُوۤاْ إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ } [ آية : 49 ] يأتوا إليه طائعين مسارعين إلى النبي صلى الله عليه وسلم { أَفِي قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ } يعني الكفر { أَمِ ٱرْتَابُوۤاْ } أم شكوا في القرآن { أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ } يعني أن يجور الله عز وجل عليهم { وَرَسُولُهُ بَلْ أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلظَّالِمُونَ } [ آية : 50 ] ، ثم نعت الصادقين في إيمانهم . فقال سبحانه : { إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ ٱلْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ } يعني إلى كتابه ورسوله ، يعني أمر رسوله صلى الله عليه وسلم { لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُواْ سَمِعْنَا } قول النبي صلى الله عليه وسلم { وَأَطَعْنَا } أمره { وَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ } [ آية : 51 ] . { وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ } في أمر الحكم { وَيَخْشَ ٱللَّهَ } في ذنوبه التى عملها ، ثم قال تعالى : { وَيَتَّقْهِ } ومن يتق الله تعالى ، فيما بعد فلم يعصه { فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَآئِزُون } [ آية : 52 ] ، يعني الناجون من النار ، فلما بين الله ، عز وجل ، كراهية المنافقين لحكم النبي صلى الله عليه وسلم أتوه ، فقالوا : والله لو أمرتنا أن نخرج من ديارنا وأموالنا ونسائنا لخرجنا أفنحن لا نرضى بحكمك ، فأنزل الله تبارك وتعالى فيما حلفوا للنبي صلى الله عليه وسلم : { وَأَقْسَمُواْ بِٱللَّهِ } يعني حلفوا بالله ، يعني المنافقين { جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ } فإنه من حلف بالله عز وجل ، فقد اجتهد في اليمين ، { لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ } يعني النبي صلى الله عليه وسلم ، { لَيَخْرُجُنَّ } من الديار والأموال كلها { قُل } لهم : { لاَّ تُقْسِمُواْ } لا تحلفوا ، ولكن هذه منكم { طَاعَةٌ مَّعْرُوفَةٌ } يعني طاعة حسنة للنبي صلى الله عليه وسلم { إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } [ آية : 53 ] من الإيمان والشرك .