Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 25, Ayat: 53-60)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَهُوَ ٱلَّذِي مَرَجَ ٱلْبَحْرَيْنِ } يعنى ماء المالح على ماء العذب ، { هَـٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ } يعنى تبارك وتعالى خلداً طيباً { وَهَـٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ } يعنى مراً من شدة الملوحة ، { وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخاً } يعنى أجلاً { وَحِجْراً مَّحْجُوراً } [ آية : 53 ] يعنى حجاباً محجوباً ، فلا يختلطان ، ولا يفسد طعم الماء العذب . { وَهُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ مِنَ ٱلْمَآءِ بَشَراً } يعنى النطفة إنساناً { فَجَعَلَهُ } يعنى الإنسان { نَسَباً وَصِهْراً } أما النسب فالقرابة له خمس نسوة ، أمهاتكم اللاتى أرضعنكم ، وأخواتكم من الرضاعة ، وأمهات نسائكم ، وربائبكم اللائى فى حجوركم من نسائكم ، اللائى دخلتم بهن ، فإن لم تكونوا دخلتم بهن ، فلا جناح عليكم ، وحلائل أبنائكم ، فهذا من الصهر ، ثم قال تعالى : { وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً } [ آية : 54 ] على ما أراده . { وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ } من الملائكة { مَا لاَ يَنفَعُهُمْ } فى الآخرة إن عبدوهم { وَلاَ يَضُرُّهُمْ } فى الدنيا إذا لم يعبدوهم { وَكَانَ ٱلْكَافِرُ } يعنى أبا جهل { عَلَىٰ رَبِّهِ ظَهِيراً } [ آية : 55 ] يعنى معيناً للمشركين على ألا يوحدوا الله عز وجل . { وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّراً } بالجنة { وَنَذِيراً } [ آية : 56 ] من النار { قُلْ مَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ } يعنى على الإيمان { مِنْ أَجْرٍ إِلاَّ مَن شَآءَ أَن يَتَّخِذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلاً } [ آية : 57 ] لطاعته . { وَتَوَكَّلْ عَلَى ٱلْحَيِّ ٱلَّذِي لاَ يَمُوتُ } وذلك حين دعى النبى صلى الله عليه وسلم إلى ملة آبائه { وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ } أى بحمد ربك ، يقول : واذكر بأمره ، { وَكَفَىٰ بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيراً } [ آية : 58 ] يعنى بذنوب كفار مكة ، فلا أحد أخبر ، ولا أعلم بذنوب العباد من الله عز وجل . ثم عظم نفسه تبارك وتعالى ، فقال عز وجل : { ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ } قبل ذلك { ٱلرَّحْمَـٰنُ } جل جلاله { فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً } [ آية : 59 ] يعنى فاسأل بالله خبيراً يا من تسأل عنه محمداً . { وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ } لكفار مكة { ٱسْجُدُواْ لِلرَّحْمَـٰنِ } عز وجل ، وذلك " أن أبا جهل قال : يا محمد ، إن كنت تعلم الشعر ، فنحن عارفون لك ، فقال النبى صلى الله عليه وسلم : " الشعر غير هذا ، إن هذا كلام الرحمن " ، عز وجل ، قال أبو جهل : بخ بخ أجل ، لعمر الله ، إنه لكلام الرحمن الذى باليمامة ، فهو يعلمك ، قال النبى صلى الله عليه وسلم : " الرحمن هو الله عز وجل ، الذى فى السماء ومن عنده يأتى جبريل ، عليه السلام " . فقال أبو جهل : يا آل غالب ، من يعذرنى من أبن أبى كبشة ، يزعم أن ربه واحد ، وهو يقول : الله يعلمنى ، والرحمن يعلمنى ، ألستم تعلمون أن هذين إلهين ؟ قال الوليد بن المغيرة ، وعتبة ، وعقبة : ما نعلم الله والرحمن إلا اسمين ، فأما الله فقد عرفناه ، وهو الذى خلق ما نرى ، وأما الرحمن فلا نعلمه إلا مسيلمة الكذاب ، ثم قال : يا ابن أبى كبشة ، تدعو إلى عبادة الرحمن الذى باليمامة " فأنزل الله عز وجل : { وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱسْجُدُواْ لِلرَّحْمَـٰنِ } يعنى صلوا للرحمن { قَالُواْ وَمَا ٱلرَّحْمَـٰنُ } فأنكروه { أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا } يعنى نصلى للذى تأمرنا ، يعنون مسيلمة { وَزَادَهُمْ نُفُوراً } [ آية : 60 ] يقولك زادهم ذكر الرحمن تباعداً من الإيمان .