Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 25, Ayat: 67-71)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَٱلَّذِينَ إِذَآ أَنفَقُواْ لَمْ يُسْرِفُواْ } فى غير حق ، { وَلَمْ يَقْتُرُواْ } يعنى ولم يمسكوا عن حق ، { وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً } [ آية : 67 ] يعنى بين الإسراف والإقتار مقتصداً { وَٱلَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ } يعنى لا يعبدون { مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهَا آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ ٱلنَّفْسَ ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللَّهُ } قتلها { إِلاَّ بِٱلْحَقِّ } يعنى بالقصاص { وَلاَ يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذٰلِكَ } جميعاً { يَلْقَ أَثَاماً } [ آية : 68 ] يعنى جزاؤه ، وادياً فى جهنم . { يُضَاعَفْ لَهُ ٱلْعَذَابُ يَوْمَ ٱلْقِيامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ } يعنى فى العذاب { مُهَاناً } [ آية : 69 ] يعنى يهان فيه ، نزلت بمكة ، فلما هاجر النبى صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ، كتب وحشى بن حبيش غلام المطعم عدة ابن نوفل بن عبد المناف ، إلى النبى صلى الله عليه وسلم بعد ما قتل حمزة ، : هل لى من توبة وقد أشركت وقتلت وزنيت ؟ فسكت النبى صلى الله عليه وسلم ، فأنزل الله فيه بعد سنتين . فقال سبحانه : { إِلاَّ مَن تَابَ } من الشرك { وَآمَنَ } يعنى وصدق بتوحيد الله عز وجل { وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَـٰئِكَ يُبَدِّلُ ٱللَّهُ } يعنى يحول الله عز وجل { سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ } والتبديل من العمل السيىء إلى العمل الصالح { وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً } لما كان فى الشرك { رَّحِيماً } [ آية : 70 ] به فى الإسلام ، فأسلم وحشى ، وكان وحشى قد قتل حمزة بن عبد المطلب عليه السلام يوم أحد ، ثم أسلم ، فأمره النبى صلى الله عليه وسلم ، فخرب مسجد المنافقين ، ثم قتل مسيلمة الكذاب باليمامة على عهد أبى بكر الصديق ، رضى الله عنه ، فكان وحشى يقول : أنا الذى قتلت خير الناس ، يعنى حمزة ، وأنا الذى قتلت شر الناس ، يعنى مسيلمة الكذاب ، فلما قبل الله عز وجل توبة وحشى ، قال كفار مكة : كلنا قد عمل عمل وحشى ، فقد قبل الله عز وجل توبته ، ولم ينزل فينا شىء فأنزل الله عز وجل فى كفار مكة : { يٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ يَغْفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعاً } [ الزمر : 35 ] فى الإسلام ، يعنى بالإسراف الذنوب العظام الشرك والقتل والزنا ، فكان بين هذه الآية : { وَلاَ يَقْتُلُونَ ٱلنَّفْسَ ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلاَّ بِٱلْحَقِّ } [ الفرقان : 68 ] إلى آخر الآية ، وبين الآية التى فى النساء : { وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ } [ النساء : 93 ] إلى آخر الآية ، ثمانى سنين . { وَمَن تَابَ } من الشرك { وَعَمِلَ صَالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى ٱللَّهِ مَتاباً } [ آية : 71 ] يعنى مناصحاً لا يعود إلى نكل الذنب .