Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 26, Ayat: 221-227)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَىٰ مَن تَنَزَّلُ ٱلشَّيَاطِينُ } [ آية : 221 ] لقولهم : إنما يجئ به الرى فيلقيه على لسان محمد صلى الله عليه وسلم { تَنَزَّلُ عَلَىٰ كُلِّ أَفَّاكٍ } يعنى كذاب { أَثِيمٍ } [ آية : 222 ] بربه منهم مسيلمة الكذاب ، وكعب بن الأشرف ، { يُلْقُونَ ٱلسَّمْعَ } يقول : تلقى الشياطين بآذانهم إلى السمع فى السماء كلام الملائكة ، وذلك أن الله عز وجل إذا أراد أمراً فى أهل الأرض أعلم به أهل السماوات من الملائكة ، فتكلموا به ، فتسمع الشياطين لكلام الملائكة ، وترميهم بالشهب فيخطفون الخطفة ، ثم قال عز وجل : { وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ } [ آية : 223 ] يعنى الشياطين حين يخبرون الكهنة أنه يكون فى الأرض كذا وكذا . ثم قال سبحانه : { وَٱلشُّعَرَآءُ يَتَّبِعُهُمُ ٱلْغَاوُونَ } [ آية : 224 ] منهم عبد الله بن الزبعرى السهمى ، وأبو سفيان بن عبد المطلب ، وهميرة بن أبى وهب المخزومى ، ومشافع بن عبد مناف عمير الجمحى ، وأبو عزة اسمه عمرو بن عبد الله ، كلهم من قريش ، وأمية بن أبى الصلت الثقفى ، تكلموا بالكذب والباطل ، وقالوا : نحن نقول مثل قول محمد صلى الله عليه وسلم قالوا الشعر ، واجتمع إليهم غواة من قومهم يستمعون من أشعارهم ، ويروون عنهم ، حتى يهجون . فذلك قوله عز وجل : { أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ } [ آية : 225 ] يعنى فى كل طريق ، يعنى فى كل فن من الكلام يأخذون ، { وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لاَ يَفْعَلُونَ } [ آية : 226 ] فعلنا وفعلنا وهم كذبة ، فاستأذن شعراء المسلمين أن يقتصوا من المشركين منهم عبد الله بن رواحة ، وحسان بن ثابت ، وكعب بن مالك من بنى سلمة بن خثم ، كلهم من الأنصار ، فأذن لهم النبى صلى الله عليه وسلم ، فهجوا المشركين ، ومدحوا النبى صلى الله عليه وسلم ، فأنزل الله تعالى : { وَٱلشُّعَرَآءُ يَتَّبِعُهُمُ ٱلْغَاوُونَ } إلى آيتين . ثم استثنى عز وجل شعراء المسلمين ، فقال : { إِلاَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ وَذَكَرُواْ ٱللَّهَ كَثِيراً وَٱنتَصَرُواْ } على المشركين { مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ } يقول : انتصر شعراء المسلمين من شعراء المشركين ، فقال : { وَسَيَعْلَمْ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوۤاْ } يعنى أشركوا { أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ } [ آية : 227 ] يقول : ينقلبون فى الآخرة إلى الخسران . حدثنا عبيد الله بن ثابت ، قال : حدثنى أبى ، عن الهذيل ، عن رجل ، عن الفضيل بن عيسى الرقاشى ، قال : { بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ } ، قال : فضله على الألسن . قال الهذيل : سمعت المسيب يحدث عن ابى روق ، قال : كانت ناقة صالح ، عليه السلام ، يوضع لها الإناء فتدر فيه اللبن . حدثنا عبد الله ، قال : حدثنى أبى ، عن الهذيل ، عن على بن عاصم ، عن الفضل بن عيسى الرقاشى ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : " لما كلم الله عز وجل موسى ، عليه السلام ، فوق الطور ، فسمع كلاماً فوق الكلام الأول ، فقال : يا رب هذا كلامك الذى كلمتنى به ، قال : لا يا موسى ، إنما كلمتك بقوة عشرة آلاف لسان ، ولى قوة الألسن كلها ، وأنا أقوى من ذلك ، فلما رجع موسى ، عليه السلام ، إلى قومه ، قالوا : يا موسى ، صف لنا كلام الرحمن ؟ قال : سبحان الله ، لا أستطيع ، قالوا : فشبهه ، قال : ألم تروا إلى أصوات الصواعق التى تقتل بأحلى حلاوة إن سمعتموه ، فإنه قريب منه ، وليس به "