Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 27, Ayat: 87-93)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي ٱلصُّورِ فَفَزِعَ } يقول : فمات { مَن فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَمَن فِي ٱلأَرْضِ } من شدة الخوف والفزع ، { إِلاَّ مَن شَآءَ ٱللَّهُ } يعني جبريل ، وميكائيل ، وإسرافيل ، وملك الموت ، عليهم السلام ، { وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ } [ آية : 87 ] يعني وكل البر والفاجر أتوه في الآخرة صاغرين . { وَتَرَى ٱلْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً } يعني تحسبها مكانها { وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ ٱلسَّحَابِ } فتستوي في الأرض { صُنْعَ ٱللَّهِ ٱلَّذِيۤ أَتْقَنَ } يعني الذي أحكم { كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ } [ آية : 88 ] يعني إنه خبير بما فعلتم ، نظيرها في الروم . { مَن جَآءَ بِٱلْحَسَنَةِ } في الآخرة يعني بلا إله إلا الله { فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا } فيها تقديم يقول له : منها خير { وَهُمْ مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ } [ آية : 89 ] . حدثني الهذيل ، عن مقاتل ، عن ثابت البنانى ، عن كعب بن عجرة ، " عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله عز وجل : { مَن جَآءَ بِٱلْحَسَنَةِ } ، { وَمَن جَآءَ بِٱلسَّيِّئَةِ } قال : " هذه تنجي ، وهذه تردي " { وَمَن جَآءَ بِٱلسَّيِّئَةِ } يعني بالشرك { فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي ٱلنَّارِ } ثم تقول لهم خزنة جهنم : { هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } [ آية : 90 ] من الشرك { إِنَّمَآ أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبِّ هَذِهِ ٱلْبَلْدَةِ } يعني مكة { ٱلَّذِي حَرَّمَهَا } من القتل والسبى وحرم فيها الصيد وغيره ، فلا يستحل فيها ما لا ينبغي { وَلَهُ } ملك { كُلُّ شَيءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ } [ آية : 91 ] يعني من المخلصين بالتوحيد { وَ } أمرت { وَأَنْ أَتْلُوَ ٱلْقُرْآنَ } عليكم يا أهل مكة { فَمَنِ ٱهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ } عن الإيمان بالقرآن مثلها في الزمر ، { فَقُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ مِنَ ٱلْمُنذِرِينَ } [ آية : 92 ] يعني من المرسلين يعني أنا كأحد الرسل . { وَقُلِ } يا محمد { ٱلْحَمْدُ للَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ } يعني العذاب في الدنيا { فَتَعْرِفُونَهَا } أنها حق ، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرهم بالعذاب أنه نازل بهم فكذبوه ، فنزلت : { سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ } يعني القتل ببدر إذا نزل بكم فلا تستعجلون ، ثم قال سبحانه : { وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } [ آية : 93 ] هذا وعيد ، فعذبهم الله عز وجل بالقتل ، وضربت الملائكة وجوهم وأدبارهم وعجل الله بأرواحهم إلى النار .