Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 29, Ayat: 27-32)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَوَهَبْنَا لَهُ } ، يعنى لإبراهيم ، { إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ } ابن إسحاق بالأرض المقدسة ، { وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ } ، يعنى ذرية إبراهيم ، { ٱلنُّبُوَّةَ } ، يعنى إسماعيل ، وإسحاق ، ويعقوب ، عليهم السلام ، { وَٱلْكِتَابَ } ، يعنى صحف إبراهيم ، { وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ } ، يعنى أعطيناه جزاءه ، { فِي ٱلدُّنْيَا } ، يعنى الثناء الحسن والمقالة الحسنة من أهل الأديان كلها ؛ لمضيه على رضوان الله حين ألقى فى النار ، وكسر الأصنام ، ومضيه على ذبح ابنه ، فجميع أهل الأديان يقولون : إبراهيم منا لا يتبرأ منه أحد ، { وَإِنَّهُ } ، يعنى إبراهيم { فِي ٱلآخِرَةِ لَمِنَ ٱلصَّالِحِينَ } [ آية : 27 ] ، نظيرها فى النحل . { وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ ٱلْفَاحِشَةَ } ، يعنى المعصية ، يعنى إتيان الرجال فى أدبارهم ليلاً { مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ ٱلْعَالَمِينَ } [ آية : 28 ] ، فيما مضى قبلكم ، وكانوا لا يأتون إلا الغرباء . ثم قال عز وجل : { أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ ٱلرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ ٱلسَّبِيلَ } ، يعنى المسافر ، وذلك أنهم إذا جلسوا فى ناديهم ، يعنى فى مجالسهم رموا ابن السبيل بالحجارة والخذف فيقطعون سبيل المسافر ، فذلك قوله عز وجل : { وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ ٱلْمُنْكَرَ } ، يعنى فى مجالسكم المنكر ، يعنى الحذف بالحجارة { فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ } ، أى قوم لوط ، عليه السلام ، حين نهاهم عن الفاحشة والمنكر ، { إِلاَّ أَن قَالُواْ } للوط ، عليه السلام : { ٱئْتِنَا بِعَذَابِ ٱللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّادِقِينَ } [ آية : 29 ] ، يعنى بأن العذاب نازل بهم فى الدنيا . فدعا لوط ربه عز وجل فـ { قَالَ رَبِّ ٱنصُرْنِي عَلَى ٱلْقَوْمِ ٱلْمُفْسِدِينَ } [ آية : 30 ] ، يعنى العاصين ، يعنى بالفساد إتيان الرجال فى أدبارهم ، يقول : رب انصرنى بتحقيق قولى فى العذاب عليهم بما كذبون ، يعنى بتكذيبهم إياى حين قالوا : إن العذاب ليس بنازل بهم فى الدنيا ، فأهلكهم الله عز وجل بالخسف والحصب ، وكان لوط ، عليه السلام ، قد أنذرهم العذاب ، فذلك قوله : { وَلَقَدْ أَنذَرَهُم بَطْشَتَنَا } [ القمر : 36 ] ، يعنى عذابنا . { وَلَمَّا جَآءَتْ رُسُلُنَآ } ، يعنى الملائكة { إِبْرَاهِيمَ بِٱلْبُشْرَىٰ } بالولد ، { قَالُوۤاْ } لإبراهيم : { إِنَّا مُهْلِكُوۤاْ أَهْلِ هَـٰذِهِ ٱلْقَرْيَةِ } ، يعنون قرية لوط ، { إِنَّ أَهْلَهَا كَانُواْ ظَالِمِينَ } [ آية : 31 ] . { قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطاً قَالُواْ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَن فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ } ، يعنى لوطاً ، ثم استثنى ، فقال : { إِلاَّ ٱمْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ ٱلْغَابِرِينَ } [ آية : 32 ] ، يعنى الباقين فى العذاب .