Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 109-112)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَللَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَإِلَىٰ ٱللَّهِ تُرْجَعُ ٱلأُمُورُ } [ آية : 109 ] ، يعنى تصير أمور العباد إليه فى الآخرة ، وافتخرت الأنصار ، فقالت الأوس ، منا خزيمة بن ثابت صاحب الشهادتين ، ومنا حنظلة غسيل الملائكة ، ومنا عاصم بن ثابت بن الأفلح الذى حمت رأسه الدبر ، يعنى الزنابير ، ومنا سعد بن معاذ الذى اهتز العرش لموته ، ورضى الله عز وجل بحكمه ، والملائكة فى أهل قريظة ، وقالت الخزرج : منا أربعة أحكموا القرآن ، أبى بن كعب ، ومعاذ بن جبل ، وزيد بن ثابت ، وأبو زيد ، ومنا سعد بن عبادة صاحب راية الأنصار وخطيبهم الذى ناحت الجن عليه ، فقالوا : @ نحن قتلنا سيد الخزرج سعد بن عبادة فرميناه بسهمين فلم تخط فؤاده @@ قوله سبحانه : { كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ } ، يعنى خير الناس للناس ، وذلك أن مالك بن الضيف ، ووهب بن يهوذا قالا لعبد الله بن مسعود ، ومعاذ بن جبل ، وسالم مولى أبى حذيفة : إن ديننا خير مما تدعونا إليه ، فأنزل الله عز وجل فيهم : { كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ } فى زمانكم كما فضل بنى إسرائيل فى زمانهم ، { تَأْمُرُونَ } الناس { بِٱلْمَعْرُوفِ } ، يعنى بالإيمان ، { وَتَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ } بتوحيد { بِٱللَّهِ } وتنهوهم عن الظلم وأنتم خير الناس للناس ، وغيركم من أهل الأديان لا يأمرون أنفسهم ولا غيرهم بالمعروف ، ولا ينهونهم عن المنكر ، ثم قال : { وَلَوْ آمَنَ } ، يعنى ولو صدق { أَهْلُ ٱلْكِتَابِ } ، يعنى اليهود بمحمد صلى الله عليه وسلم وما جاء به من الحق ، { لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ } من الكفر ، ثم قال : { مِّنْهُمُ ٱلْمُؤْمِنُونَ } ، يعنى عبد الله بن سلام وأصحابه ، { وَأَكْثَرُهُمُ ٱلْفَاسِقُونَ } [ آية : 110 ] ، يعنى العاصين ، يعنى اليهود . { لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى } ، وذلك أن رؤساء اليهود : كعب بن مالك ، وشعبة ، وبحرى ، ونعمان ، وأبو ياسر ، وأبا نافع ، وكنانة بن أبى الحقيق ، وابن صوريا ، عمدوا إلى مؤمنيهم فآذوهم لإسلامهم ، وهم عبدالله بن سلام وأصحابه ، فأنزل الله عز وجل : { لَن يَضُرُّوكُمْ } اليهود { إِلاَّ أَذًى } باللسان ، { وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ ٱلأَدُبَارَ ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ } [ آية : 111 ] . ثم أخبر عن اليهود فقال سبحانه : { ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ ٱلذِّلَّةُ } ، يعنى المذلة ، { أَيْنَ مَا ثُقِفُوۤاْ } ، يعنى وجدوا ، { إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ ٱللَّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ ٱلنَّاسِ } ، يقول : لا يأمنوا حيث ما توجهوا إلا بعهد من الله ، وعهد من الناس ، يعنى النبى صلى الله عليه وسلم وحده ، { وَبَآءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ ٱللَّهِ } ، يعنى استوجبوا الغضب من الله ، { وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ } الذلة و { ٱلْمَسْكَنَةُ } ، يعنى الذل والفقر ، { ذٰلِكَ } الذى نزل بهم { بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ وَيَقْتُلُونَ ٱلأَنْبِيَآءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذٰلِكَ } الذى أصباهم { بِمَا عَصَوْاْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ } [ آية : 112 ] فى دينهم بما خير عنهم .