Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 118-120)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } ، يعنى المنافقين عبد الله بن أبى ، ومالك بن دخشم الأنصارى وأصحابه ، دعاهم اليهود إلى دينهم ، منهم : إصبغ ورافع ابنى حرملة ، وهما رءوس اليهود ، فزينوا لهما ترك الإسلام ، حتى أرادوا أن يظهروا الكفر ، فأنزل الله عز وجل يحذرهما ولاية اليهود ، { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } { لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً } ، يعنى اليهود ، { مِّن دُونِكُمْ } ، يعنى من دون المؤمنين ، { لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً } ، يعنى غياً ، { وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ } ، يعنى ما أثمتم لدينكم فى دينكم ، { قَدْ بَدَتِ ٱلْبَغْضَآءُ } ، يعنى ظهرت البغضاء ، { مِنْ أَفْوَاهِهِمْ } ، يعنى قد ظهرت العداوة بألسنتهم ، { وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ } ، يعنى ما تسر قلوبهم من الغش ، { أَكْبَرُ } مما بدت بألسنتهم ، { قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ } ، يقول : ففى هذا بيان لكم منهم ، { إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ } [ آية : 118 ] . ثم قال سبحانه : { هَآأَنْتُمْ } معشر المؤمنين { أُوْلاۤءِ تُحِبُّونَهُمْ } تحبون هؤلاء اليهود فى التقديم لما أظهروا من الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم وبما جاء به ، { وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ } ؛ لأنهم ليسوا على دينكم ، { وَتُؤْمِنُونَ بِٱلْكِتَابِ كُلِّهِ } ، كتاب محمد صلى الله عليه وسلم والكتب كلها التى كانت قبله ، { وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوۤاْ آمَنَّا } ، يعنى صدقنا بمحمد صلى الله عليه وسلم وبما جاء به ، وهم كذبة ، يعنى اليهود ، مثلها فى المائدة : { وَإِذَا جَآءُوكُمْ قَالُوۤاْ آمَنَّا وَقَدْ دَّخَلُواْ بِٱلْكُفْرِ … } [ المائدة : 61 ] إلى آخر الآية ، ثم قال : { وَإِذَا خَلَوْاْ عَضُّواْ عَلَيْكُمُ ٱلأَنَامِلَ } ، يعنى أطراف الأصابع ، { مِنَ ٱلْغَيْظِ } الذى فى قلوبهم ، ودوا لو وجدوا ريحاً يركبونكم بالعداوة ، { قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ } ، يعنى اليهود ، { إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ } [ آية : 119 ] ، يعنى يعلم ما فى قلوبهم من العداوة والغش للمؤمنين . ثم أخبر عن اليهود ، فقال سبحانه : { إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ } ، يعنى الفتح والغنيمة يوم بدر ، { تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ } ، القتل والهزيمة يوم أحُد ، { يَفْرَحُواْ بِهَا } ، ثم قال للمؤمنين : { وَإِن تَصْبِرُواْ } على أمر الله ، { وَتَتَّقُواْ } معاصيه { لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً } ، يعنى قولهم : { إِنَّ ٱللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ } [ آية : 120 ] ، أحاط علمه بأعمالهم .