Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 12-13)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قُلْ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ } من أهل مكة يوم بدر ، { سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَىٰ جَهَنَّمَ } فى الآخرة ، { وَبِئْسَ ٱلْمِهَادُ } [ آية : 12 ] ، يقول : بئسما مهدوا لأنفسهم ، " فقال النبى صلى الله عليه وسلم للكفار يوم بدر : " إن الله غالبكم ، وسوف يحشركم إلى جهنم " ، فقال أبو جهل : يا ابن أبى كبشة ، هل هذا إلا مثل ما كنت تحدثنا به ، وقوله سبحانه : { قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ } ، وذلك أن بنى قينقاع من اليهود أتوا النبى صلى الله عليه وسلم بعد قتال بدر يوعدونه القتال كما قتل كفار مكة يوم بدر ، فأنزل الله عزوجل : { قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ } معشر اليهود ، يعنى عبرة { فِي فِئَتَيْنِ } { ٱلْتَقَتَا } فئه المشركين وفئه المؤمنين يوم بدر ، التقتا { فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ } ، وهو النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه يوم بدر ، { وَأُخْرَىٰ كَافِرَةٌ } ، أبو جهل والمشركين ، { يَرَوْنَهُمْ مِّثْلَيْهِمْ } ، رأت اليهود أن الكفار مثل المؤمنين فى الكثرة ، { رَأْيَ ٱلْعَيْنِ } ، وكان الكفار يومئذ سبعمائة رجل ، عليهم أبو جهل ، وذلك أن النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانوا ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً ، بين كل أربعة بعير ، ومعهم فرسان ، أحدهما مع أبى مرثد الغنوى ، والآخر مع المقداد بن الأسود الكندى ، ومعهم ستة أدراع ، والمشركون ألف رجل ، سبعمائة دراع ، عليهم أبو جهل ، وثلاثمائة حاسر ، ثم حبس الأخنس بن شريق ثلاثمائة رجل من بنى زهرة عن قتال النبى صلى الله عليه وسلم ، فبقى المشركون فى سبعمائة رجل . يقول الله تعالى : { وَٱللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ } ، يعنى بنصره { مَن يَشَآءُ } ، فينصره الله عز وجل القليل على الكثير ، { إِنَّ فِي ذٰلِكَ } ، يعنى يقوى فى نصرهم ، نصر المؤمنين وهم قليل ، وهزيمة الكفار وهم كثير ، { لَعِبْرَةً لأُوْلِي ٱلأَبْصَارِ } [ آية : 13 ] ، يعنى الناظرين فى أمر الله عز وجل وطاعته لعبرة وتفكراً لأولى الأبصار ، حين أظهر الله عز وجل القليل على الكثير .