Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 154-154)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِّن بَعْدِ ٱلْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاساً } ، يعنى من بعد غم الهزيمة أمنة نعاساً ، وذلك أن الله عز وجل ألقى على بعضهم النعاس فذهب غمهم ، فذلك قوله عز وجل : { يَغْشَىٰ } النعاس { طَآئِفَةً مِّنْكُمْ } نزلت فى سبعة نفر ، فى : أبى بكر الصديق ، وعمر بن الخطاب ، وعلى بن أبى طالب ، والحارث بن الصمة ، وسهل بن ضيف ، ورجلين من الأنصار ، رضى الله عنهم ، ثم قال سبحانه : { وَطَآئِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ } ، يعنى الذين لم يلق عليهم النعاس ، { يَظُنُّونَ بِٱللَّهِ غَيْرَ ٱلْحَقِّ } كذباً يقول المؤمنون : إن محمداً صلى الله عليه وسلم قد قتل ، { ظَنَّ ٱلْجَاهِلِيَّةِ } ، يقول : كظن جهال المشركين أبو سفيان وأصحابه ، وذلك أنهم قالوا : إن محمداً قد قتل ، { يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ ٱلأَمْرِ مِن شَيْءٍ } ، هذا قول متعب بن قشير ، يعنى بالأمر النصر ، يقول الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم : { قُلْ إِنَّ ٱلأَمْرَ } ، يعنى النصر { كُلَّهُ للَّهِ } . ثم قال سبحانه : { يُخْفُونَ فِيۤ أَنْفُسِهِم مَّا لاَ يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ ٱلأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا } ، يقول : يسرون فى قلوبهم ما لا يظهرون لك بألسنتهم ، والذى أخفوا فى أنفسهم أنهم قالوا : لو كنا فى بيوتنا ما قتلنا ها هنا ، قال الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم : { قُل } لهم يا محمد : { لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ } كما تقولون لخرج من البيوت { ٱلَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ ٱلْقَتْلُ إِلَىٰ مَضَاجِعِهِمْ } ، فمن كتب عليه القتل لا يموت أبداً ، ومن كتب عليه الموت لا يقتل أبداً ، { وَلِيَبْتَلِيَ ٱللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ } [ آية : 154 ] ، يقول الله عليم بما فى القلوب من الإيمان والنفاق ، والذين أخفوا فى أنفسهم قولهم : إن محمداً قد قتل ، وقولهم : لو كان لنا من الأمر شىء ما قتلنا ها هنا ، يعنى هذا المكان ، فهذا الذى قال الله سبحانه لهم : { قُلْ } لهم يا محمد : { لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ } كما تقولون { لَبَرَزَ ٱلَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ ٱلْقَتْلُ إِلَىٰ مَضَاجِعِهِمْ } .