Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 192-195)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ رَبَّنَآ إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ ٱلنَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ } ، يعنى من خلدته فى النار فقد أهنته ، { وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ } [ آية : 192 ] ، يعنى وما للمشركين من مانع يمنعهم من النار ، قالوا : { رَّبَّنَآ إِنَّنَآ سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ } ، فهو محمد صلى الله عليه وسلم داعياً يدعو إلى التصديق ، { أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ } ، يعنى صدقوا بتوحيد ربكم ، { فَآمَنَّا } ، أى فأجابه المؤمنون ، فقالوا : ربنا آمنا ، يعنى صدقنا ، { رَبَّنَا فَٱغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا } ، يعنى امح عنا خطايانا ، { وَتَوَفَّنَا مَعَ ٱلأَبْرَارِ } [ آية : 193 ] ، يعنى المطيعين ، قالوا : { رَبَّنَا وَآتِنَا } ، يعنى وأعطنا { مَا وَعَدتَّنَا عَلَىٰ رُسُلِكَ } ، يقول : أعطنا من الجنة ما وعدتنا على ألسنة رسلك ، { وَلاَ تُخْزِنَا } ، يعنى ولا تعذبنا { يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ ٱلْمِيعَادَ } [ آية : 194 ] . فأخبر الله عز وجل بفعلهم وبما أجابهم ، وأنجز الله عز وجل لهم موعوده ، فذلك قوله سبحانه : { فَٱسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ } ، فقال : { أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنْكُمْ } فى الخير ، { مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَٱلَّذِينَ هَاجَرُواْ } إلى المدينة ، { وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ } ، وذلك أن كفار مكة أخرجوا مؤمنيهم من مكة ، ثم قال سبحانه : { وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي } ، يعنى فى سبيل دين الإسلام ، { وَقَاتَلُواْ } المشركين ، { وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ } ، يعنى لأمحون عنهم { سَيِّئَاتِهِمْ } ، يعنى خطاياهم ، { وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ } ، يعنى بجنات البساتين ، ذلك الذى ذكر كان { ثَوَاباً مِّن عِندِ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ ٱلثَّوَابِ } [ آية : 195 ] ، يعنى الجنة ، نزلت فى أم سلمة أم المؤمنين ، رضى الله عنها ، ابنة أبى أمية المخزومى حين قالت : ما لنا معشر النساء عند الله خير ، وما يذكرنا بشىء ، ففيها نزلت : { إِنَّ ٱلْمُسْلِمِينَ وَٱلْمُسْلِمَاتِ وَٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ } [ الأحزاب : 35 ] فى الأحزاب إلى آخر الآية ، فأشرك الله عز وجل الرجال مع النساء فى الثواب كما شاركن الرجال فى الأعمال الصالحة فى الدنيا .