Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 54-55)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ ٱللَّهُ } ، وذلك أن كفار بنى إسرائيل عمدوا إلى رجل ، فجعلوه رقيباً على عيسى ليقتلوه ، فجعل الله شبه عيسى على الرقيب ، فأخذوا الرقيب فقتلوه وصلبوه ، وظنوا أنه عيسى ، ورفع الله عز وجل عيسى إلى سماء الدنيا من بيت المقدس ليلة القدر فى رمضان ، فذلك قوله سبحانه : { وَمَكَرُواْ } بعيسى ليقتلوه ، يعنى اليهود ، { وَمَكَرَ ٱللَّهُ } بهم حين قتل رقيبهم وصاحبهم ، { وَٱللَّهُ خَيْرُ ٱلْمَاكِرِينَ } [ آية : 54 ] ، يعنى أفضل مكراً منهم . { إِذْ قَالَ ٱللَّهُ يٰعِيسَىٰ إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ } ، فيها تقديم ، يقول : رافعك إلىَّ من الدنيا ، ومتوفيك حين تنزل من السماء على عهد الدجال ، يقول : إني رافعك إلىَّ الآن ومتوفيك بعد قتل الدجال ، يقول : رافعك إلى فى السماء ، { وَمُطَهِّرُكَ مِنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } ، يعنى اليهود وغيرهم ، { وَجَاعِلُ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوكَ } على دينك يا عيسى ، وهو الإسلام ، { فَوْقَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } ، يعنى اليهود وغيرهم ، وأهل دين عيسى هم المسلمون فوق الأديان كلها { إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ } فى الآخرة { فَأَحْكُمُ } ، يعنى فأقضى { بَيْنَكُمْ } ، يعنى بين المسلمين وأهل الأديان { فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ } من الدين { تَخْتَلِفُونَ } [ آية : 55 ] ، وهو الإسلام ، فأسلمت طائفة وكفرت طائفة .