Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 70-74)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ونزلت : { يٰأَهْلَ ٱلْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ } ، يعنى القرآن { وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ } [ آية : 70 ] أن محمداً رسول الله ، ونعته معكم فى التوراة ، { يٰأَهْلَ ٱلْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ ٱلْحَقَّ } ، يعنى لم تخلطون الحق { بِٱلْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ ٱلْحَقَّ } ، وذلك أن اليهود أقروا ببعض أمر محمد صلى الله عليه وسلم وكتموا بعضاً { وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ } [ آية : 71 ] أن محمداً نبى ورسول صلى الله عليه وسلم . { وَقَالَتْ طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ } ، كعب بن الأشرف ، ومالك بن الضيف اليهوديان لسلفة اليهود { آمِنُواْ بِٱلَّذِيۤ أُنْزِلَ عَلَى ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } ، يعنى صدقوا بالقرآن ، { وَجْهَ ٱلنَّهَارِ وَٱكْفُرُوۤاْ آخِرَهُ } أول النهار ، يعنى صلاة الغداة ، وإذا كان العشى قولوا لهم : نظرنا فى التوراة ، فإذا النعت الذى فى التوراة ليس بنعت محمد صلى الله عليه وسلم ، فذلك قوله سبحانه : { وَٱكْفُرُوۤاْ آخِرَهُ } ، يعنى صلاة العصر ، فلبسوا عليهم دينهم لعلهم يشكون فى دينهم ، فذلك قوله : { لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } [ آية : 72 ] ، يعنى لكى يرجعوا عن دينهم إلى دينكم . وقالا لسفلة اليهود : { وَلاَ تُؤْمِنُوۤاْ إِلاَّ لِمَن تَبِعَ دِينَكُمْ } ، فإنه لن يؤتى أحد من الناس مثل ما أوتيتم من الفضل والتوراة والمن والسلوى والغمام والحجر ، اثبتوا على دينكم ، وقالوا لهم : لا تخبروهم بأمر محمد صلى الله عليه وسلم فيحاجوكم ، يعنى فيخاصموكم عند ربكم ، قالوا ذلك حسداً لمحمد صلى الله عليه وسلم ؛ لأن تكون النبوة فى غيرهم ، فأنزل الله عز وجل : { قُلْ إِنَّ ٱلْهُدَىٰ هُدَى ٱللَّهِ أَن يُؤْتَىۤ أَحَدٌ مِّثْلَ مَآ أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَآجُّوكُمْ عِندَ رَبِّكُمْ قُلْ } يا محمد { إِنَّ ٱلْفَضْلَ } ، يعنى الإسلام والنبوة { بِيَدِ ٱللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ وَٱللَّهُ وَاسِعٌ } لذلك { عَلِيمٌ } [ آية : 73 ] بمن يؤتيه الفضل ، { يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ } ، يعنى بتوبته ، { مَن يَشَآءُ } ، فاختص الله عز وجل به المؤمنين ، { وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ } ، يعنى الإسلام { الْعَظِيمِ } [ آية : 74 ] على المؤمنين .