Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 30, Ayat: 20-25)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَمِنْ آيَاتِهِ } يعنى ومن علامات ربكم أنه واحد عز وجل ، وإن لم تره فاعرفوا توحيده بصنعه ، { أَنْ خَلَقَكُمْ مِّن تُرَابٍ } يعنى آدم صلى الله عليه وسلم خلقه من طين ، { ثُمَّ إِذَآ أَنتُمْ بَشَرٌ } يعنى ذرية آدم بشر ، { تَنتَشِرُونَ } [ آية : 20 ] في الأرض ، يعنى تتبسطون في الأرض ، كقوله سبحانه : { وَيَنشُرُ } [ الشورى : 28 ] يعنى ويبسط رحمته . { وَمِنْ آيَاتِهِ } يعنى علاماته أن تعرفوا توحيده ، وإن لم تروه { أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ } يعنى بعضكم من بعض { أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوۤاْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم } وبين أزواجكم { مَّوَدَّةً } يعنى الحب { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ } ليس بينها وبينه رحم { وَرَحْمَةً } يعنى إن هذا الذى ذكر لعبرة { لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } [ آية : 21 ] فيعتبرون فى توحيد الله عز وجل . { وَمِنْ آيَاتِهِ } يعنى ومن علامة الرب عز وجل ، أنه واحد فتعرفوا توحيده بصنعه أن { خَلْقُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } وأنتم تعلمون ذلك ، كقوله سبحانه : { وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّنْ خَلَقَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُ } [ الزمر : 38 ] { وَٱخْتِلاَفُ أَلْسِنَتِكُمْ } عربى وعجمى وغيره { وَ } اختلاف { وَأَلْوَانِكُمْ } أبيض وأحمر وأسود { إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَاتٍ } يعنى أن في هذا الذى ذكر لعبرة { لِّلْعَالَمِينَ } [ آية : 22 ] فى توحيد الله عز وجل . { وَمِنْ آيَاتِهِ } يعنى ومن علامات الرب تعالى أن يعرف توحيده بصنعه ، { مَنَامُكُم بِٱلْلَّيْلِ } يعنى النوم ، ثم قال : { وَ } بـ { وَٱلنَّهَارِ وَٱبْتِغَآؤُكُمْ مِّن فَضْلِهِ } يعنى الرزق { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ } يعنى إن في هذا الذي ذكر لعبرة { لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ } [ آية : 23 ] المواعظ ، فيوحدون ربهم عز وجل . { وَمِنْ آيَاتِهِ } يعنى ومن علاماته أن تعرفوا توحيد الرب جل جلاله بصنعه ، وإن لم تروه { يُرِيكُمُ ٱلْبَرْقَ خَوْفاً } من الصواعق لمن كان بأرض ، نظيرها فى الرعد { وَطَمَعاً } فى رحمته ، يعنى المطر { وَيُنَزِّلُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً } يعنى المطر { فَيُحْيِي بِهِ } بالمطر { ٱلأَرْضَ } بالنبات { بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ } يعنى عز وجل فى هذا الذى ذكر { لآيَاتٍ } يعنى لعبرة { لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } [ آية : 24 ] عن الله عز وجل ، فيوحدونه . { وَمِنْ آيَاتِهِ } يعنىعلاماته أن تعرفوا توحيد الله تعالى بصنعه { أَن تَقُومَ ٱلسَّمَآءُ وَٱلأَرْضُ } يعنى السماوات السبع والأرضين السبع ؛ قال ابن مسعود : قامتا على غير عمد { بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ } يدعو إسرافيل صلى الله عليه وسلم من صخرة بيت المقدس في الصور عن أمر الله عز وجل { دَعْوَةً مِّنَ ٱلأَرْضِ إِذَآ أَنتُمْ تَخْرُجُونَ } [ آية : 25 ] وفى هذه كله الذى ذكره من صنعه عبرة وتفكراً في توحيد الله عز وجل ، ثم عظم نفسه تعالى ذكره .