Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 30, Ayat: 58-60)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَلَقَدْ ضَرَبْنَا } يعنى وصفنا وبينا ، { لِلنَّاسِ فِي هَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ } يعنى من كل شبه نظيرها في الزمر ، { وَلَئِن جِئْتَهُمْ } يا محمد { بِآيَةٍ } كما سأل كفار مكة لَّيَقُولَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ للنبى صلى الله عليه وسلم { إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ مُبْطِلُونَ } [ آية : 58 ] لقالوا : ما أنت يا محمد إلا كذاب ، وما هذه الآية من الله عز وجل ، كما كذبوا فى انشقاق القمر حين قالوا : هذا سحر . { كَذَلِكَ يَطْبَعُ ٱللَّهُ } يقول : هكذا يختم الله عز وجل بالكفر { عَلَىٰ قُلُوبِ ٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ } [ آية : 59 ] يتوحيد الله عز وجل ، فلما أخبرهم الله عز وجل بالعذاب أنه نازل بهم فى الدنيا كذبوه ، فأنزل الله تبارك وتعالى : { فَٱصْبِرْ } يا محمد على تكذيبهم إياك بالعذاب ، يعزى نبيه صلى الله عليه وسلم ليصبر ، فقال : فاصبر { إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ } يعنى صدق ، بالعذاب أنه نازل بهم في الدنيا ، فقالوا للنبى صلى الله عليه وسلم : عجل لنا العذاب فى الدنيا إن كنتم صادقاً ، هذا قول النضر بن الحارث القرشى من بنى عبدالدار بن قصى ، فأنزل الله تعالى : { وَلاَ يَسْتَخِفَّنَّكَ } ولا يستفزنك فى تعجيل العذاب بهم { ٱلَّذِينَ لاَ يُوقِنُونَ } [ آية : 60 ] بنزول العذاب عليهم في الدنيا ، فعذبهم الله عز وجل ، ببدر حين قتلهم وضربت الملائكة وجوههم وأدبارهم ، وعجل الله أرواحهم إلى النار ، فهم يعرضون عليها كل يوم طرفى النهار ما دامت الدنيا ، فقتل الله النضر بن الحارث ببدر ، وضرب عنقه على بن أبى طالب ، رضى الله عنه .