Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 33, Ayat: 59-62)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ قُل لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَآءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلاَبِيبِهِنَّ } يعنى القناع الذى يكون فوق الخمار وذلك أن المهاجرين قدموا المدينة ومعهم نساؤهم ، فنزلوا مع الأنصار فى ديارهم فضاقت الدور عنهم ، وكان النساء يخرجن بالليل إلى النخيل فيقضين حوائجهن ، يعنى البراز ، فكان المريب يرصد النساء بالليل ، فيأتيها فيعرض عليها ويغمزها ، فإن هويت الجماع أعطاها أجرها ، وقضى حاجته ، وإن كانت عفيفة صاحت فتركها ، وإنما كانوا يطلبون الولايد ، فلم تعرف الأمة فى الحرة بالليل ، فذكر نساء المؤمنين ذلك لأزواجهن ، وما يلقين بالليل من الزناة ، فذكروا ذلك للنبى صلى الله عليه وسلم ، فأنز الله عز وجل : { يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ قُل لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَآءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلاَبِيبِهِنَّ } يعنى القناع فوق الخمار { ذٰلِكَ أَدْنَىٰ } يعنى أجدر { أَن يُعْرَفْنَ } فى زيهن أنهن لسن بمربيات ، وأنهن عفايف ، فلا يطمع فيهن أحد { فَلاَ يُؤْذَيْنَ } بالليل { وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً } فى تأخير العذاب عنهم { رَّحِيماً } [ آية : 59 ] حين لا يعجل عليهم بالعقوبة . ثم أوعدهم ، فقال للنبى صلى الله عليه وسلم : { لَّئِن لَّمْ يَنتَهِ ٱلْمُنَافِقُونَ } عن نفاقهم { وَٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ } الفجور وهم الزناة ، ثم نعتهم بأعمالهم الخبيثة ، فقال : { وَٱلْمُرْجِفُونَ فِي ٱلْمَدِينَةِ } يعنى المنافقين كانوا يخبرون المؤمنين بالمدينة بما يكرهون من عدوهم ، يقول : لئن لم ينتهوا عن الفجور والإرجاف والنفاق { لَنُغْرِيَنَّكَ } يا محمد { بِهِمْ } يقول : لنحملنك على قتلهم { ثُمَّ لاَ يُجَاوِرُونَكَ فِيهَآ إِلاَّ قَلِيلاً } [ آية : 60 ] . ونجعلهم { مَّلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوۤاْ } فأوجب لهم اللعنة على كل حال أينما وجدوا وأدركوا { أُخِذُواْ وَقُتِّلُواْ تَقْتِيلاً } [ آية : 61 ] يقول : خذوهم واقتلوهم قتالاً ، فانتهوا عن ذلك مخافة القتل . { سُنَّةَ ٱللَّهِ فِي ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلُ } هكذا كانت سنة الله فى أهل بدر القتل ، وهكذا سنة الله فى هؤلاء الزناة وفى المرجفين القتل ، إن لم ينتهوا { وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ ٱللَّهِ تَبْدِيلاً } [ آية : 62 ] يعنى تحويلاً لأن قوله عز وجل حق فى أمر القتل .