Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 36, Ayat: 36-40)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ سُبْحَانَ ٱلَّذِي خَلَق ٱلأَزْوَاجَ كُلَّهَا } الأصناف كلها { مِمَّا تُنبِتُ ٱلأَرْضُ } مما تخرج الأرض من ألوان النبات والشجر { وَمِنْ أَنفُسِهِمْ } الذكر والأنثى { وَمِمَّا لاَ يَعْلَمُونَ } [ آية : 36 ] منا الخلق . ثم قال جل وعز : { وَآيَةٌ لَّهُمُ } يقول : من علامة الرب لأهل مكة إذ لم يروه { ٱلْلَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ ٱلنَّهَارَ } ننزع { فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ } [ آية : 37 ] بالليل ، مثل قوله عز وجل : { ٱلَّذِيۤ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَٱنْسَلَخَ مِنْهَا } [ الأعراف : 175 ] . { وَٱلشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَـا } لوقت لها إلى يوم القيامة ، " قال أبو ذر الغفارى : غربت الشمس يوماً ، فسألت النبى صلى الله عليه وسلم أين تغرب الشمس ؟ فقال النبى صلى الله عليه وسلم : " تغرب فى عين حمئة وطينة سوداء ، ثم تخر ساجدة تحت العرش فتستأذن ، فيأذن لها ، فكأن قد قيل لها ارجعى إلى حيث تغربين " " { ذَلِكَ } الذى ذكر من الليل والنهار ، والشمس والقمر يجرى فى ملكه بما قدر من أمرهما وخلقهما { تَقْدِيرُ ٱلْعَزِيزِ ٱلْعَلِيمِ } [ آية : 38 ] . ثم قال : عز وجل : { وَٱلْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ } فى السماء يزيد ، ثم يستوى ، ثم ينقص فى آخر الشهر { حَتَّىٰ عَادَ كَٱلعُرجُونِ } حتى عاد مثل الخيط كما يكون أول ما استهل فيه كالعرجون ، يعنى العذق اليابس المنحنى { ٱلْقَدِيمِ } [ آية : 39 ] الذى أتى عليه الحول . ثم قال جل وعز : { لاَ ٱلشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَآ أَن تدْرِكَ ٱلقَمَرَ } فتضىء مع القمر ، لأن الشمس سلطان النهار ، والقمر سلطان الليل ، ثم قال عز وجل : { وَلاَ ٱلْلَّيْلُ سَابِقُ ٱلنَّهَارِ } يقول : ولا يدرك سواد الليل ضوء النهار ، فيغلبه على ضوئه { وَكُلٌّ } الليل والنهار { فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ } [ آية : 40 ] فى دوران يجرون يعنى الشمس والقمر يدخلان تحت الأرض من قبل المغرب ، فيخرجان من تحت الأرض ، حتى يخرجا من قبل المشرق ، ثم يجريان فى السماء حتى يغربا قبل المغرب ، فهذا دورانهما ، فذلك قوله عز وجل : { فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ } يقول : وكلاهما فى دوران يجريان إلى يوم القيامة .