Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 36, Ayat: 6-10)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ لِتُنذِرَ قَوْماً } بما فى القرآن من الوعيد { مَّآ أُنذِرَ آبَآؤُهُمْ } الأولون { فَهُمْ غَافِلُونَ } [ آية : 6 ] { لَقَدْ حَقَّ ٱلْقَوْلُ عَلَىٰ أَكْثَرِهِمْ } لقوله لإبليس : { لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ } [ ص : 85 ] لقد حق القول لقد وجب العذاب على أكثر أهل مكة { فَهُمْ لاَ يُؤمِنُونَ } [ آية : 7 ] لا يصدقون بالقرآن . { إِنَّا جَعَلْنَا فِيۤ أَعْناقِهِمْ أَغْلاَلاً فَهِىَ إِلَى ٱلأَذْقَانِ فَهُم مُّقْمَحُونَ } [ آية : 8 ] وذلك أن أبا جهل بن هشام حلف لئن رأى النبى صلى الله عليه وسلم ليدمغنه ، فأتاه أبو جهل وهو يصلى ومعه الحجر فرفع الحجر ليدفع النبى صلى الله عليه وسلم فيبست يده والتصق الحجر بيده فلما رجع إلى أصحابه خلصوا يده فسألوه فأخبرهم بأمر الحجر ، فقال رجل آخر من بنى المغيرة المخزومى : أنا قتله ، فأخذ الحجر ، فلما دنا من النبى صلى الله عليه وسلم طمس الله عز وجل على بصره فلم ير النبى صلى الله عليه وسلم وسمع قراءته فرجع إلى أصحابه فلم يبصرهم حتى نادوه . فذلك قوله عز وجل : { وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً } حين لم يروا النبى صلى الله عليه وسلم { ومِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فَأغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ } [ آية : 9 ] حين لم ير أصحابه فسألوه ما صنعت ، فقال : لقد سمعت قراءته وما رأيته . فأنزل الله عز وجل فى أبى جهل : { إِنَّا جَعَلْنَا فِيۤ أَعْناقِهِمْ أَغْلاَلاً فَهِىَ إِلَى ٱلأَذْقَانِ } يعنى بالأذقان الحنك فوق الغلصمة ، يقول رددنا أيديهم فى أعناقهم فهم مقمحون يعنى أن يجمع يديه إلى عنقه ، وأنزل الله عز وجل فى الرجل الآخر : { وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً ومِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً } يعنى ظلمة فلم ير النبى صلى الله عليه وسلم ومن خلفهم سداً فلم ير أصحابه ، الآية وكان معهم الوليد بن المغيرة . { وَسَوَآءُ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ } يا محمد { لاَ يُؤمِنُونَ } [ آية : 10 ] بالقرآن بأنه من الله عز وجل فلم يؤمن أحد من أولئك الرهط من بنى مخزوم .