Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 36, Ayat: 76-80)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ } كفار مكة { إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ } من التكذيب { وَمَا يُعْلِنُونَ } [ آية : 76 ] يظهرون من القول بألستنهم حين قالوا للنبى صلى الله عليه وسلم : كيف يبعث الله هذا العظم علانية ، نزلت فى أبى ابن خلف الجمحى فى أمر العظم ، وكان قد أضحكهم بمقالته فهذا الذى أعلنوا ، وذلك " أن أبا جهل ، والوليد بن المغيرة ، وعتبة وشيبة ابنى ربيعة ، وعقبة ، والعاص بن وائل ، كانوا جلوساً ، فقال لهم أبى بن خلف ، قال لهم فى نفر من قريش : إن محمداً يزعم أن الله يحيى الموتى ، وأنا آتيه بعظم فأساله كيف يبعث الله هذا ؟ " فانطلق أبى بن خلف فأخذ عظماً بالياً ، حائلاً نخراً ، فقال : يا محمد ، تزعم أن الله يحيى الموتى بعد إذ بليت عظامنا وكنا تراباً تزعم أن الله يبعثنا خلقاً جديدً ، ثم جعل يفت العظام ، ثم يذريه فى الريح ، ويقول : يا محمد من يحيى هذا ؟ فقال صلى لله عليه وسلم : " يحيى الله عز وجل هذا ، ثم يميتك ، ثم يبعثك ، ثم يدخلك نار جهنم " " . فأنزل الله عز وجل فى أبى بن خلف : { أَوَلَمْ يَرَ ٱلإِنسَانُ } يعنى أولم يعلم الإنسان { أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مٌّبِينٌ } [ آية : 77 ] بين الخصومة فيما يخاصم النبى صلى الله عليه وسلم عن البعث ، ثم قال : { وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً } وصف لنا شبها فى أمر العظم { وَنَسِيَ خَلْقَهُ } وترك المنظر فى بدء خلق نفسه إذ خلق من نطفة ، ولم يكن قبل ذلك شيئاً فـ { قَالَ مَن يُحيِي ٱلْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ } [ آية : 78 ] يعنى بالية . { قُلْ } يا محمد لأبى { يُحْيِيهَا } يوم القيامة { ٱلَّذِيۤ أَنشَأَهَآ } خلقها { أَوَّلَ مَرَّةٍ } من الدنيا ولم تك شيئاً { وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ } [ آية : 79 ] عليم بخلقهم فى الدنيا عليم بخلقهم فى الآخرة بعد الموت خلقاً جديداً . { ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ ٱلشَّجَرِ ٱلأَخْضَرِ نَاراً فَإِذَآ أَنتُم مِّنْه تُوقِدُونَ } [ آية : 80 ] فالذى يخرج من الشجر الأخضر النار ، فهو قادر على البعث ، ثم ذكر ما هو أعظم خلقاً من خلق الإنسان .