Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 37, Ayat: 11-15)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قال جل وعز : { فَٱسْتَفْتِهِمْ } يقول سلهم { أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً } نزلت فى أبى الأشدين واسمه أسيد من كلدة بن خلف الجمحى ، وإنما كنى أبا الاشدين لشدة بطشه ، وفى ركانه بن عبد يزيد بن هشام بن عبد مناف ، يقول : سل هؤلاء أهم أشد خلقاً بعد موتهم لأنهم كفروا بالبعث { أَم مَّنْ خَلَقْنَآ } يعنى خلق السماوات والأرض ، وما بينهما والمشارق ، لأنهم يعملون أن الله جل وعز خلق هذه الأشياء ، ثم أخبر عن خلق الإنسان ، فقال جل وعز : { إِنَّا خَلَقْنَاهُم } يعنى أدم { مِّن طِينٍ لاَّزِبٍ } [ آية : 11 ] يعنى لازب بعضه فى البعض فهذا أهون خلقاً عند هذا المكذب بالبعث من خلق السماوات والأرض وما بينهما والمشارق ، ونزلت فى أبى الأشدين أيضاً { أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً } بثعاً بعد الموت { أَمِ ٱلسَّمَآءُ بَنَاهَا } [ النازعات : 27 ] . ثم قال : { بَلْ عَجِبْتَ } يا محمد من القرآن حين أوحى إليك نظيرها فى الرعد : { وَإِن تَعْجَبْ } من القرآن { فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ } [ الرعد : 5 ] ، فاعجب من قولهم بتكذيبهم بالبعث ، ثم قال جل وعز : { وَيَسْخُرُونَ } [ آية : 12 ] يعنى كفار مكة سخروا من النبى صلى الله عليه وسلم حين سمعوا منه القرآن . ثم قال : { وَإِذَا ذُكِّرُواْ لاَ يَذْكُرُونَ } [ آية : 13 ] وإذا وعظوا بالقرآن لا يتعظون { وَإِذَا رَأَوْاْ آيَةً } يعنى انشقاق القمر بمكة فصار نصفين { يَسْتَسْخِرُونَ } [ آية : 14 ] سخروا ، فقالوا : هذا عمل السحرة . فذلك قوله عز وجل : { وَقَالُوۤاْ إِن هَـٰذَآ إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ } [ آية : 15 ] نظيرها اقتربت الساعة : { وَيَقُولُواْ سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ } [ القمر : 2 ] .