Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 37, Ayat: 61-70)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول الله عز وجل : { لِمِثْلِ هَـٰذَا } النعيم الذى ذكر قبل هذه الآية فى قوله : { أُوْلَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَّعْلُومٌ } [ الصافات : 41 ] . { فَلْيَعْمَلِ ٱلْعَامِلُونَ } [ آية : 61 ] فليسارع المسارعين . يقول الله عز وجل : { أَذَلِكَ خَيْرٌ نُّزُلاً } للمؤمنين { أَمْ } نزل الكافر { شَجَرَةُ ٱلزَّقُّومِ } [ آية : 62 ] وهى النار للذين استكبروا عن لا إله إلا الله حين أمرهم النبى صلى الله عليه سلم بها ، ثم قال جل وعز : { إِنَّا جَعَلْنَاهَا } يعنى الزقوم { فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ } [ آية : 63 ] يعنى لمشركى مكة منهم عبدالله بن الزبعرى ، وأبو جهل بن هشام ، والملأ من قريش الذين مشوا إلى أبى طالب ، وذلك أن ابن الزبعرى ، قال : إن الزقوم بكلام اليمن التمر والزبد ، فقال أبو جهل : يا جارية ، أبغنا تمراً وزبداً ، ثم قال لأصحابه : تزقموا من هذا الذى يخوفنا به محمد ، يزعم أن النار تنبت الشجر والنار تحرق الشجر ، فكان الزقوم فتنة لهم ، فأخبر الله عز وجل أنها لا تشبه النخل ، ولا طلعها كطلع النخل . فقال تبارك وتعالى : { إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ } تنبت { فِيۤ أَصْلِ ٱلْجَحِيمِ } [ آية : 64 ] { طَلْعُهَا } تمرها { كَأَنَّهُ رُءُوسُ ٱلشَّيَاطِينِ } [ آية : 65 ] { فَإِنَّهُمْ لآكِلُونَ مِنْهَا } من ثمرتها { فَمَالِئُونَ مِنْهَا } من ثمرها { ٱلْبُطُونَ } [ آية : 66 ] { ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْباً } يعنى لمزاجاً { مِنْ حَمِيمٍ } [ آية : 67 ] يشربون على إثر الزقوم الحميم الحار الذى قد انتهى حره . { ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ } يعد الزقوم وشرب الحميم { لإِلَى ٱلْجَحِيمِ } [ آية : 68 ] وذلك قوله عز وجل { يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ } [ الرحمن : 44 ] { إِنَّهُمْ أَلْفَوْاْ } وجدوا { آبَآءَهُمْ ضَآلِّينَ } [ آية : 69 ] عن الهدى { فَهُمْ عَلَىٰ آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ } [ آية : 70 ] يقول : يسعون فى مثل أعمال آبائهم .