Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 148-151)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ لاَّ يُحِبُّ ٱللَّهُ ٱلْجَهْرَ بِٱلسُّوۤءِ مِنَ ٱلْقَوْلِ } لأحد من الناس ، { إِلاَّ مَن ظُلِمَ } ، يعنى اعتدى عليه ، فينتصر من القول مثل ما ظلم ، ولا حرج عليه أن ينتصر بمثل مقالته ، " نزلت فى أبى بكر ، رضى الله عنه ، شتمه رجل والنبى صلى الله عليه وسلم جالس ، فسكت عنه مراراً ، ثم رد عليه أبو بكر ، رضى الله عنه ، فقام النبى صلى الله عليه وسلم عند ذلك ، فقال أبو بكر ، رضى الله عنه : يا رسول الله ، شتمنى وأنا ساكت ، فلم تقل له شيئاً ، حتى إذا رددت عليه قمت ، قال : " إن ملكاً كان يجيب عنك ، فلما أن رددت عليه ، ذهب الملك وجاء الشيطان ، فلم أكن لأجلس عند مجىء الشيطان " ، { وَكَانَ ٱللَّهُ سَمِيعاً } بجهر السوء ، { عَلِيماً } [ آية : 148 ] به . ثم أخبر أن العفو والتجاوز خير عند الله من الانتصار ، فقال سبحانه : { إِن تُبْدُواْ خَيْراً } ، يعنى تعلنوه ، { أَوْ تُخْفُوهْ } ، يعنى تسروه ، { أَوْ تَعْفُواْ عَن سُوۤءٍ } فعل بك ، { فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَفُوّاً قَدِيراً } [ آية : 149 ] ، يقول : فإن الله أقدر على عفو ذنوبك منك على العفو عن صاحبك . { إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِ } ، يعنى اليهود منهم : عامر بن مخلد ، ويزيد بن زيد ، كفروا بعيسى وبمحمد صلى الله عليه وسلم ، { وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيْنَ ٱللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ } الرسل ، يعنى موسى ، { وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ } الرسل ، يعنى عيسى ومحمداً صلى الله عليه وسلم ، { وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيْنَ ذٰلِكَ سَبِيلاً } [ آية : 150 ] ، يعنى ديناً ، يعنى إيماناً ببعض الرسل ، وكفراً ببعض الرسل ، { أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْكَافِرُونَ حَقّاً } حين كفروا ببعض الرسل ، لا ينفعهم إيمان ببعض ، { وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ } فى الآخرة ، { عَذَاباً مُّهِيناً } [ آية : 151 ] ، يعنى الهوان .