Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 31-33)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ثم قال سبحانه : { إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ } من أول هذه السورة إلى هذه الآية ، { نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ } ، يعنى ذنوب ما بين الحدين ، { وَنُدْخِلْكُمْ مُّدْخَلاً كَرِيماً } [ آية : 31 ] ، يعنى حسناً ، وهى الجنة لما نزلت : { لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ ٱلأُنْثَيَيْنِ } [ النساء : 11 ] ، قالت النساء : لم هذا ؟ نحن أحق أن يكون لنا سهمان ولهم سهم ؛ لأنَّا ضعاف الكسب والرجال أقوى على التجارة والطلب والمعيشة منا ، فإذا لم يفعل الله ذلك بنا ، فإنَّا نرجو أن يكون الوزر على نحو ذلك علينا وعليهم ، فأنزل الله فى قولهم : كنا نحن أحوج إلى سهمين ، قوله سبحانه : { وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ ٱللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ } ، يقول : فضل الرجال على النساء فى الميراث ، ونزل فى قولهن : نرجو أن يكون الوزر على نحو ذلك : { لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ } ، يعنى حظاً { مِّمَّا ٱكْتَسَبُواْ } من الإثم ، { وَلِلنِّسَآءِ نَصِيبٌ } ، يعنى حظاً { مِّمَّا ٱكْتَسَبْنَ } من الإثم ، { وَٱسْأَلُواْ ٱللَّهَ مِن فَضْلِهِ } ، يعنى الرجال والنساء ، { إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ } من قسمة الميراث { عَلِيماً } [ آية : 32 ] به . { وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ } ، يعنى العصبة بنى العم والقربى ، { مِمَّا تَرَكَ ٱلْوَالِدَانِ وَٱلأَقْرَبُونَ وَٱلَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ } ، كان الرجل يرغب فى الرجل ، فيحالفه ويعاقده على أن يكون معه وله من ميراثه كبعض ولده ، فلما نزلت هذه الآية آية المواريث ولم يذكر أهل العقد ، فأنزل الله عز وجل : { وَٱلَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ } { فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ } ، يقول : أعطوهم الذى سميتم لهم من الميراث ، { إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ } من أعمالكم { شَهِيداً } [ آية : 33 ] إن أعطيتم نصيبهم أو لم تعطوهم ، فلم يأخذ هذا الرجل شيئاً حتى نزلت : { وَأُوْلُو ٱلأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ } [ الأحزاب : 6 ] ، فنسخت هذه الآية : { وَٱلَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ } .