Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 36-39)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ } ، يعنى وحدوا الله ، { وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً } ؛ لأن أهل الكتاب يعبدون الله فى غير إخلاص ، فلذلك قال الله : { وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً } من خلقه ، { وَبِٱلْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً } ، يعنى براً بهما ، { وَبِذِي ٱلْقُرْبَىٰ } والإحسان إلى ذى القربى ، يعنى صلته ، { وَ } الإحسان إلى { وَٱلْيَتَامَىٰ وَٱلْمَسَاكِينِ } أن تتصدقوا عليهم ، والإحسان إلى { وَٱلْجَارِ ذِي ٱلْقُرْبَىٰ } ، يعنى جاراً بينك وبينه قرابة ، { وَٱلْجَارِ ٱلْجُنُبِ } ، يعنى من قوم آخرين ، { وَٱلصَّاحِبِ بِٱلجَنْبِ } ، يقول : الرفيق فى السفر والحضر ، { وَٱبْنِ ٱلسَّبِيلِ } ، يعنى الضيف ينزل عليك أن تحسن إليه ، { وَ } إلى { وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ } من الخدم وغيره ، وعن على وعبدالله ، قالا : { وَٱلصَّاحِبِ بِٱلجَنْبِ } ، المرأة ، فأمر الله عز وجل بالإحسان إلى هؤلاء ، { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً } ، يعنى بطراً مرحاً { فَخُوراً } [ آية : 36 ] فى نعم الله ، لا يأخذ ما أعطاه الله عز وجل فيشكر . { ٱلَّذِينَ يَبْخَلُونَ } ، يعنى رءوس اليهود ، { وَيَأْمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلْبُخْلِ } ، وذلك أن رءوس اليهود كعب بن الأشرف وغيره ، كانوا يأمرون سفلة اليهود بكتمان أمر محمد صلى الله عليه وسلم خشية أن يظهروه ويبينوه ، ومحوه من التوراة ، { وَيَكْتُمُونَ مَآ آتَاهُمُ ٱللَّهُ } عز وجل ، يعنى ما أعطاهم { مِن فَضْلِهِ } فى التوراة من أمر محمد صلى الله عليه وسلم ونعته ، ثم أخبر عما لهم فى الآخرة ، فقال : { وَأَعْتَدْنَا } يا محمد { لِلْكَافِرِينَ } ، يعنى لليهود ، { عَذَاباً مُّهِيناً } [ آية : 37 ] ، يعنى الهوان . ثم أخبر عنهم ، فقال سبحانه : { وَٱلَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَـآءَ ٱلنَّاسِ } ، يعنى اليهود ، { وَلاَ يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَلاَ بِٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ } ، يقول : لا يصدقون بالله أنه واحد لا شريك له ، ولا يصدقون بالبعث الذى فيه جزاء الأعمال بأنه كائن ، { وَمَن يَكُنِ ٱلشَّيْطَانُ لَهُ قَرِيناً } ، يعنى صاحباً ، { فَسَآءَ قِرِيناً } [ آية : 38 ] ، يعنى فبئس الصاحب ، ثم قال عز وجل : { وَمَاذَا عَلَيْهِمْ } ، يعنى وما كان عليهم { لَوْ آمَنُواْ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ } ، يعنى بالبعث ، { وَأَنْفَقُواْ مِمَّا رَزَقَهُمُ ٱللَّهُ } من الأموال فى الإيمان ومعرفته ، { وَكَانَ ٱللَّهُ بِهِم عَلِيماً } [ آية : 39 ] أنهم لن يؤمنوا .