Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 40, Ayat: 51-57)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } يعنى بالنصر فى الدنيا الحجة التى معهم مإلى العباد { وَ } نصرهم فى الآخرة { وَيَوْمَ يَقُومُ ٱلأَشْهَادُ } [ آية : 51 ] يعنى الحفظة من الملائكة يشهدون للرسل بالبلاغ ، ويشهدون على الكفار بتكذيبهم ، والنصر للذين آمنوا : أن الله تبارك وتعالى أجاهم مع الرسل من عذاب الدنيا وعذاب الآخرة . ثم أخبر عن ذلك اليوم ، فقال : { يَوْمَ لاَ يَنفَعُ ٱلظَّالِمِينَ } يعنى المشركين { مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ ٱلْلَّعْنَةُ } يعنى العذاب { وَلَهُمْ سُوۤءُ ٱلدَّارِ } [ آية : 52 ] الضلالة نار جهنم . { وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى } يعنى أعطيناه { ٱلْهُدَىٰ } يعنى التوراة هدى من الضلالة { وَأَوْرَثْنَا } من بعد موسى { بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ ٱلْكِتَابَ } [ آية : 53 ] . { هُدًى } من الضلالة { وَذِكْرَىٰ لأُوْلِي ٱلأَلْبَابِ } [ آية : 54 ] يعنى تفكراً لأهل اللب ، والعقل . قوله : { فَٱصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ } وذلك أن الله تبارك وتعالى وعد النبى صلى الله عليه وسلم متى يكون هذا الذى تعدنا ؟ يقولون ذلك استهزاء وتكذيباً بأنه غير كائن ، فأنزل الله عز وجل يعزى نبيه صلى الله عليه وسلم على تكذيبهم إياه بالعذاب ، فقال : { فَٱصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ } فى العذاب أنه نازل بهم القتل ببدر ، وضرب الملائكة الوجوه والأدبار ، وتعجيل أرواحهم إلى النار ، فهذا العذاب { وَٱسْتَغْفِـرْ لِذَنبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِٱلْعَشِيِّ وَٱلإِبْكَارِ } [ آية : 55 ] يعنى وصل بأمر ربك بالغداة ، يعنى صلاة الغداة ، وصلاة العصر . قوله : { إِنَّ ٱلَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِيۤ آيَاتِ ٱللَّهِ } وذلك أن اليهود قالوا للنبى صلى الله عليه وسلم : إن صاحبنا يبعث فى أخر الزمان ، وله سلطان يعنون الدجال ، ماء البحر إلى ركبته ، والسحاب فوق رأسه ، فقال ، { إِنَّ ٱلَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِيۤ آيَاتِ ٱللَّهِ } يعنى يمارون فى آيات الله ، لأن الدجال آية من آيات الله عز وجل { بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ } يعنى بغير حجة أتتهم من الله ، إضمار بأن الدجال كما يقولون ، يقول الله عز وجل : { إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلاَّ كِبْرٌ } يقول : ما فى قلوبهم إلا عظمة { مَّـا هُم بِبَالِغِيهِ } إلى ذلك الكبر لقولهم : إن الدجال يملك الأرض { فَٱسْتَعِذْ بِٱللَّهِ } يا محمد من فتنة الدجال { إِنَّـهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ } لقولهم يعنى اليهود { ٱلْبَصِيرُ } [ آية : 56 ] به . ثم قال : { لَخَلْقُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ أَكْـبَرُ مِنْ خَلْقِ ٱلنَّاسِ } يعنى بالناس فى هذا الموضع الدجال وحده يقول : خلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس ، يقول : هما أعظم خلقاً من خلق الدجال { وَلَـٰكِنَّ أَكْـثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } [ آية : 57 ] يعنى اليهود .