Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 41, Ayat: 44-47)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أعْجَمِيّاً } ، وذلك أن كفار قريش كانوا إذا رأوا النبي صلى الله عليه وسلم يدخل على يسار أبي فكيهة اليهودي ، وكان أعجمي اللسان ، غلام عامر بن الحضرمي القرشي يحدثه ، قالوا : ما يعلمه إلا يسار أبو فكيهة ، فأخذه سيده فضربه ، وقال له : إنك تعلم محمداً صلى الله عليه وسلم ، فقال يسار : بل هو يعلمني ، فأنزل الله عز وجل : { وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أعْجَمِيّاً } ، يقول : بلسان العجم ، { لَّقَالُواْ } ، لقال كفار مكة : { لَوْلاَ فُصِّلَتْ } ، يقول : هلا بينت { آيَاتُهُ } بالعربية حتى نفقه ونعلم ما يقول محمد ، { ءَاعْجَمِيٌّ } ، ولقالوا : إن القرآن أعجمي أنزل على محمد ، { وَ } وهو { وَعَرَبِيٌّ قُلْ } نزله الله عربياً لكي يفقهوه ، ولا يكون لهم علة ، يقول الله تعالى : { هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُواْ هُدًى } من الضلالة ، { وَشِفَآءٌ } لما في القلوب للذي فيه من التبيان ، ثم قال : { وَٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ } بالآخرة ، يعني لايصدقون بالبعث الذي فيه جزاء الأعمال ، { فِيۤ آذَانِهِمْ وَقْرٌ } يعني ثقل ، فلا يسمعون الإيمان بالقرآن ، { وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى } ، يعني عموا عنه ، يعني القرآن ، فلم يبصروه ولم يفقهوه ، { أُوْلَـٰئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ } [ آية : 44 ] إلى الإيمان بأنه غير كائن ؛ لأنهم صم عنه ، وعمي ، وفي آذانهم وقر . قوله : { وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى ٱلْكِتَابَ } ، يقول : أعطينا موسى التوراة ، { فَٱخْتُلِفَ فِيهِ } ، يقول : فكفر به بعضهم ، { وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ } ، وهى كلمة الفصل بتأخير العذاب عنهم إلى أجل مسمى ، يعني يوم القيامة ، يقول : لولا ذلك الأجل ، { لَقُضِيَ } ، يعني بين الذين آمنوا وبين الذين اختلفوا وكفروا بالكتاب ، لولا ذلك الأجل ، لنزل بهم العذاب في الدنيا ، { بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ } ، يعني من الكتاب ، { مُرِيبٍ } [ آية : 45 ] ، يعني أنهم لا يعرفون شكهم . ثم قال : { مَّنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَآءَ } العمل ، { فَعَلَيْهَا } ، يقول : إساءته على نفسه ، { وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ } [ آية : 46 ] . { إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ ٱلسَّاعَةِ } ، وذلك " أن اليهود قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : أخبرنا عن الساعة ، فإن كنت رسولاً كما زعمت علمتها ، وإلا علمنا أنك لست برسول ، ولا نصدقك ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا يعلمها إلا الله ، أرد علمها إلى الله " ، فقال الله عز وجل للنبي صلى الله عليه وسلم : فإن كنت رددت علمها ، يعني علم الساعة إلى الله ، فإن الملائكة والخلق كلهم ردوا علم الساعة " ، يعني القيامه ، إلى الله عز وجل ، { وَ } يعلم { وَمَا تَخْرُجُ مِن ثَمَرَاتٍ مِّنْ أَكْمَامِهَا } ، يعني من أجوافها ، يعني الطلع ، { وَ } يعلم { وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَىٰ } ذكراً أو أنثى ، سوياً وغير سوي ، يقول : { وَلاَ تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ } ، يقول : لا تحمل المرأة الولد ، ولا تضعه إلا بعلمه ، { وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَآئِي قَالُوۤاْ آذَنَّاكَ } ، يقول : أسمعناك ، كقوله : { وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا } [ الانشقاق : 2 ] ، يقول : سمعت لربها ، { مَا مِنَّا مِن شَهِيدٍ } [ آية : 47 ] يشهد بأن لك شريكاً ، فتبرءوا يومئذ من أن يكون مع الله شريك .