Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 41, Ayat: 51-54)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قال : { وَإِذَآ أَنْعَمْنَا عَلَى ٱلإِنسَان } بالخير والعافية ، { أَعْرَضَ } عن الدعاء ، فلا يدعو ربه ، { وَنَأَى بِجَانِبِهِ } ، يقول : وتباعد بجانبه عن الدعاء في الرخاء ، { وَإِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ } ، بلاء أو شدة أصابته ، { فَذُو دُعَآءٍ عَرِيضٍ } [ آية : 51 ] ، يعني دعاء كبير يسأل ربه أن يكشف ما به من الشدة في الدعاء ، ويعرض عن الدعاء في الرخاء . { قُلْ } يا محمد لكفار مكة : { أَرَأَيْتُمْ إِن كَانَ } هذا القرآن { مِنْ عِندِ ٱللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ } ، وذلك أنهم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : ما هذا القرآن إلا شىء ابتدعته من تلقاء نفسك ، أما وجد الله رسولاً غيرك ، وأنت أحقرنا ، وأنت أضعفنا ركناً ، وأقلنا جنداً ، أو يرسل ملكاً ، إن هذا الذي جئت به لأمر عظيم ، يقول الله : { مَنْ أَضَلُّ } ، يقول : فلا أحد أضل ، { مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ } [ آية : 52 ] ، يعني في ضلال طويل . ثم خوفهم ، فقال : { سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا } ، يعني عذابنا ، { فِي ٱلآفَاقِ } ، يعني في البلاد ما بين اليمن والشام ، عذاب قوم عاد ، وثمود ، وقوم لوط ، كانوا تمرون عليهم ، ثم قال : { وَ } نريهم العذاب { وَفِيۤ أَنفُسِهِمْ } ، فهو القتل ببدر ، { حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ ٱلْحَقُّ } ، يعني أن هذا القرآن الحق من الله عز وجل ، { أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ } شاهداً أن هذا القرآن جاء من الله عز وجل ، { أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } [ آية : 53 ] ، كقوله في الأنعام : { قُلِ ٱللَّهِ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ } [ الأنعام : 19 ] . { أَلاَ إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَآءِ رَبِّهِمْ } ، يعني في شك من البعث وغيره ، { أَلاَ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيطُ } [ آية : 54 ] .