Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 43, Ayat: 85-89)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ثم عظم نفسه عن شركهم ، فقال : { وَتَبَارَكَ ٱلَّذِي لَهُ مُلْكُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِندَهُ عِلْمُ ٱلسَّاعَةِ } ، يعني القيامة ، { وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } [ آية : 85 ] ، يعني تردون في الآخرة ، فيجازيكم بأعمالكم . { وَلاَ يَمْلِكُ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ ٱلشَّفَاعَةَ } ، يقول : لا تقدر الملائكة الذين يعبدونهم من دون الله الشفاعة ، وذلك أن النضر بن الحارث ونفراً معه ، قالوا : إن كان ما يقول محمد حقاً ، فنحن نتولى الملائكة ، وهم أحق بالشفاعة من محمد صلى الله عليه وسلم ، فأنزل الله : { وَلاَ يَمْلِكُ } ، يقول : ولا يقدر : ، { ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ } ، وهم الملائكة ، { ٱلشَّفَاعَةَ } ، يقول : لا تقدر الملائكة الذين تعبدونهم من دون الله على الشفاعة لأحد ، ثم استثنى ، فقال : { إِلاَّ مَن شَهِدَ بِٱلْحَقِّ } ، يعني بالتوحيد من بنى آدم ، فذلك قوله : { وَهُمْ يَعْلَمُونَ } [ آية : 86 ] أن الله واحدٌ لا شريك له ، فشفاعتهم لهؤلاء . قوله : { وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ } ، يعني أهل مكة كفارهم ، { لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُ } ، وذلك أنه لما نزلت في أول هذه السورة : { خَلَقَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ } ، نزلت في آخرها : { وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُ } ، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم : " من خلقكم ورزقكم وخلق السموات والأرض ؟ " . فقالوا : الله خالق الأشياء كلها ، وهو خلقنا ، قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم : قل لهم : { فَأَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ } [ آية : 87 ] ، يقول : من أين يكذبون بأنه واحد لا شريك له ، وأنتم مقرون أن الله تعالى خالق الأشياء وخلقكم ، ولم يشاركه أحد في ملكه فيما خلق ؟ فكيف تعبدون غيره ؟ . فلما قال النبي صلى الله عليه وسلم : يارب ، { وَقِيلِهِ يٰرَبِّ إِنَّ هَـٰؤُلاَءِ } ، يعني كفار مكة ، { قَوْمٌ لاَّ يُؤْمِنُونَ } [ آية : 88 ] ، يعني لا يصدقون ، وذلك أنه لما قال أيضاً في الفرقان : { إِنَّ قَوْمِي ٱتَّخَذُواْ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنَ مَهْجُوراً } [ الفرقان : 30 ] ، قال الله تعالى يسمع قوله : فيها تقديم : { يٰرَبِّ إِنَّ هَـٰؤُلاَءِ } ، يعني كفار مكة ، { قَوْمٌ لاَّ يُؤْمِنُونَ } ، يعني لايصدقون بالقرآن أنه من الله عز وجل . قول الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم : { فَٱصْفَحْ عَنْهُمْ } ، يعني فأعرض عنهم ، فيها تقديم ، { وَقُلْ سَلاَمٌ } ، أردد عليهم معروفاً ، { فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ } [ آية : 89 ] ، هذا وعيد ، حين ينزل بهم العذاب ، فنسخ آية السيف الإعراض والسلام ، وذكر وعيدهم ، وفي حم المؤمن ، فقال : { إِذِ ٱلأَغْلاَلُ فِيۤ أَعْنَاقِهِمْ وٱلسَّلاَسِلُ يُسْحَبُونَ فِي ٱلْحَمِيمِ ثُمَّ فِي ٱلنَّارِ يُسْجَرُونَ } [ غافر : 71 ، 72 ] .