Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 46, Ayat: 25-25)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وكان استعجالهم حين قالوا : يا هود { فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَآ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّادِقِينَ } [ الأعراف : 70 ] ، وكانوا أهل عمود سيارة في الربيع فإذا هاج العمود رجعوا إلى منازلهم وكانوا من قبيلة آدم بن شيم بن سام بن نوح ، وكانوا أصهاره ، كان طول أحدهم اثنى عشر ذراعاً ، وكان فيهم الملك ، فلما كذبوا هوداً حبس الله عنهم المطر ثلاث سنين فلما دنا هلاكهم أوحى الله إلى الخزان ، خزان الريح أن أرسلوا عليهم من الريح مثل منخر الثور . فقالت الخزان : يا رب ، إذا تنسف الريح الأرض ومن عليها ، قال : أرسلوا عليها مثل خرق الخاتم ، يعني على قدر حلقة الخاتم ، ففعلوا فجاءت ريح باردة شديدة تسمى الدبور من وراء كاوك الرمل وكان المطر يأتيهم من تلك الناحية فيما مضى فمن ثم : قالوا هذا عارض ممطرنا ، فعمد هو فخط على نفسه ، وعلى المؤمنين خطا إلى أصل شجرة ينبع من ساقها عين فلم يدخل عليهم من الريح إلا النسيم الطيب ، وجعلت الريح شدتها تجىء بالطعن بين السماء والأرض ، فلما رأوا أنها ريح قالوا : يا هود ، إن ريحك هذا لا تزيل أقدامنا ، وقالوا : من أشد منا قوة ، يعني بطشاً فقاموا صفوفاً فاستقبلوها بصدورهم فأزالت الريح أقدامهم ، فقالوا : ياهود ، إن ريحك هذه تزيل أقدامنا فألقتهم الريح لوجوهم ونفست عليهم الرمل حتى إنه يسمع أنين أحدهم من تحت الرمل ، فذلك قوله : { أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّ ٱللَّهَ ٱلَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً } [ فصلت : 15 ] ، وقال لهم هود حين جاءتهم الريح إنها : { تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا } يعني تهلك كل شىء من عاد بأمر ربهما من الناس والأموال والدواب ، بإذن ربها يقول الله تعالى لمحمد صلى الله عليه وسلم : { فَأْصْبَحُواْ لاَ يُرَىٰ إِلاَّ مَسَاكِنُهُمْ } بالشجر ولم يبق لهم شىء { كَذَلِكَ } يقول هكذا { نَجْزِي } بالعذاب { ٱلْقَوْمَ ٱلْمُجْرِمِينَ } [ آية : 25 ] بتكذيبهم وهاجت الريح غدوة وسكنت بالعشي اليوم الثامن عند غروب الشمس ، فذلك قوله : { سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ } [ الحاقة : 7 ] يعني كاملة دائمة متتابعة ، قال النبى صلى الله عليه وسلم : " نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور ، ثم بعث الله طيراً سوداً فالتقطتهم حتى ألقتهم في البحر " .