Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 46, Ayat: 32-32)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَمَن لاَّ يُجِبْ دَاعِيَ ٱللَّهِ } يعني محمداً صلى الله عليه وسلم إلى الإيمان { فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي ٱلأَرْضَ } يقول فليس بسابق الله فيقول هرباً في الأرض حتى يجزيه بعمله الخبيث { وَلَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ أَوْلِيَآءُ } يعني ليس له أقرباء يمعنونه من الله ، عز وجل { أُوْلَـٰئِكَ } الذين لا يجيبون إلى الإيمان . { فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } [ آية : 32 ] يعني بين هذا قول الجن التسعة " فأقبل إلى النبي صلى الله عليه وسلم من الذين أنذروا مع التسعة تكلمه سبعين رجلاً من الجن من العام المقبل فلقوا النبي صلى الله عليه وسلم بالبطحاء ، فقرأ النبي صلى الله عليه وسلم القرآن وأمرهم ونهاهم ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم تلك الليل قبل أن يلقاهم لأصحابه : " ليقم معى منكم رجل ليس في قلبه مثقال حبة خردل من شك " فقام عبدالله بن مسعود ومعه إدواة فيها نبيذ ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لابن مسعود : " قم مكانك " ، وخط النبي صلى الله عليه وسلم خطاً ، وقال : " لا تبرح حتى أرجع إليك إن شاء الله ، ثم قال : إن سمعت صوتاً أو جبلة أو شيئاً يفزعك فلا تخرج من مكانك " فوقف عبدالله حتى أصبح ، ودخل النبي صلى الله عليه وسلم الشعب ، وقال له : " لاتخرج من الخط فإن أنت خرجت اختطفت الليلة " ، وانطلق النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ عليهم القرآن ويعلمهم ويؤدبهم واختصم رجلا منهم في دم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفعوا أصواتهم فسمع ابن مسعود الصوت فقال : والله لآتينه فلعل كفار قريش أن يكونوا مكروا به فلما أراد الخروج من الخط ذكر وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يخرج ووقف عبدالله حتى أصبح ، والنبي صلى الله عليه وسلم في الشعب يعلمهم ويؤدبهم حتى أصبح فانصرف الجن وأتى النبي صلى الله عليه وسلم ابن مسعود فقال عبدالله : يا نبي الله ، ما زلت قائماً حتى رجعت إلي ، وقد سمعت أصواتاً مرتفعة حتى هممت بالخروج فذكرت قولك فأقمت . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " اختصموا في قتلى لهم كانوا أصابوها في الجاهلية فقضيت بينهم ، ثم قال : أمعك طهور " ؟ قال نعم : نبيذ في إدواة ، فقال : " ثمرة طيبة وماء طهور عذاب ، صب علي " فصب عليه ابن مسعود ، فتوضأ منه النبي صلى الله عليه وسلم فلما أراد أن يصليا أقبل الرجلان ، اللذان اختصما في الدم حتى وقفا عليه رآهما النبي صلى الله عليه وسلم ظن أنهم رجعا يختصمان في الدم ، فقال : " مالكما ألم أقض بينكما ؟ " قالا : يا رسول الله ، إنا جئنا نصلي معك ونقتدي بك فقام النبي صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة ، وقام ابن مسعود والرجلان من الجن ورءا النبي صلى الله عليه وسلم فصلوا معه فذلك قوله : { وَأَنَّهُ لَّمَا قَامَ عَبْدُ ٱللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُواْ يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً } [ الجن : 19 ] من حبهم إياه ، ثم انصرفوا من عنده مؤمنين فلم يبعث الله ، عز وجل ، نبياً إلى الإنس والجن قبل محمد صلى الله عليه وسلم . فقالوا : يا رسول الله ، مر لنا برزق حتى نتزود في سفرنا ؟ فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم فإن لكم أن يعود العظم لحماً والبعر حباً هذا لكم إلى يوم القيامة فلا يحل للمسلم أن يستنجى بالعظم ولا بالبعر ، ولا بالرجيع " ، يعني رجيع الدواب ، ولم يبعث الله نبياً إلى الجن والأنس قبل محمد صلى الله عليه وسلم . وقال ابن مسعود : لقد رأيت رجالا مستنكرين طولا سودا كأنهم من أزد شنوءة لو خرجت من ذلك الخط لظننت أني سأختطف .