Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 48, Ayat: 1-1)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ } يوم الحديبية { فَتْحاً مُّبِيناً } [ آية : 1 ] وذلك أن الله تعالى أنزل بمكة على نبيه صلى الله عليه وسلم : { وَمَآ أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلاَ بِكُمْ } [ الأحقاف : 9 ] ، ففرح كفار مكة بذلك ، وقالوا : واللات والعزى وما أمره وأمرنا عند إلهه الذي يعبده إلا واحد ولولا أنه ابتدع هذا الأمر من تلقاء نفسه لكان ربه الذي بعثه يخبره بما يفعل به ، وبمن اتبعه كما فعل بسليمان بن داود ، وبعيسى ابن مريم والحواريين ، وكيف أخبرهم بمصيرهم ؟ فأما محمد فلا علم له بما يفعل به ، ولا بنا إن هذا لهو الضلال ، فشق على المسلمين نزول هذه الآية ، فقال أبو بكر ، وعمر ، رضي الله عنهما ، للنبي صلى الله عليه وسلم : ألا تخبرنا ما الله فاعل بك ؟ فقال : " ما أحدث الله إلى أمر بعد " ، فلما قدم المدينة ، قال عبدالله بن أبي رأس المنافقين : كيف تتعبون رجلاً لا يدري ما يفعل الله به ، ولا بمن تبعه ؟ وضحكوامن المؤمنين ، وعلم الله ما في قلوب المؤمنين من الحزن ، وعلم فرح المشركين من أهل مكة ، وفرح المنافقين من أهل المدينة ، فأنزل الله تعالى بالمدينة بعدما رجع النبي صلى الله عليه وسلم من الحديبية { إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ } يعني قضينا لك { فَتْحاً مُّبِيناً } يعني قضاء بيناً ، يعني الإسلام .