Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 49, Ayat: 2-2)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَرْفَعُوۤاْ أَصْوَاتَكُمْ } يعني كلامكم { فَوْقَ صَوْتِ ٱلنَّبِيِّ } يعني فوق كلام النبي صلى الله عليه وسلم يقول : احفظوا الكلام عنده ، نزلت هذه الآية في ثابت بن قيس ، وشماس الأنصاري من بني الحارث بن الخزرج ، كان في أذنيه وقر ، وكان إذا تكلم عند النبي صلى الله عليه وسلم رفع صوته . ثم قال : { وَلاَ تَجْهَرُواْ لَهُ بِٱلْقَوْلِ } وفيه نزلت هذه الآية : { لاَّ تَجْعَلُواْ دُعَآءَ ٱلرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَآءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً } [ النور : 63 ] يقول : لا تدعوه باسمه يا محمد ، ويا ابن عبدالله { كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ } يقول : كما يدعو الرجل منكم باسمه يا فلان ، ويا ابن فلان ، ولكن عظموه ووقروه وفخموه وقولوا له : يا رسول الله ، ويا نبي الله ، يؤدبهم { أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ } يعني أن تبطل حسناتكم إن لم تحفظوا أصواتكم عند النبي صلى الله عليه وسلم وتعظموه وتوقروه وتدعوه باسم النبوة ، فإنه يحبط أعمالكم . { وَأَنتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ } [ آية : 2 ] أن ذلك يحبطها ، " فلما نزلت هذه الآية أقام ثابت بن قيس في منزله مهموماً حزيناً مخافة أن يكون حبط عمله ، كان بدرياً ، فانطلق جاره سعد بن عبادة الأنصاري إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فأخبره بقول ثابت بن قيس ، بأنه قد حبط عمله ، وهو في الآخرة من الخاسرين ، وهو في النار . فقال النبي صلى الله عليه وسلم لسعد : " اذهب فأخبره ، أنك لم تعن بهذه الآية ، ولست من أهل النار ، بل أنت من أهل الجنة ، وغيرك من أهل النار ، يعني عبدالله بن أبي المنافق ، فأخرج إلينا " فرجع سعد إلى ثابت فأخبره بقول النبي صلى الله عليه سلم ، ففرح وخرج إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه سلم حين رآه : " مرحباً برجل يزعم أنه من أهل النار ، بل غيرك من أهل النار ، يعني عبدالله بن أبي ، وكان جاره ، وأنت من أهل الجنة " " . فكان ثابت بعد ذلك إذا كان عند النبي صلى الله عليه وسلم خفض صوته فلا يسمع من يليه .